آخرها فصل مهندس فلسطيني.. كيف تعاملت شركات التكنولوجيا مع احتجاجات التعاون مع إسرائيل؟
أوقفت شركة أمازون، مهندسا فلسطينيا عن عمله بعد أن دعا الشركة إلى قطع علاقاتها مع إسرائيل، لينضم بذلك إلى موجة متصاعدة من الاحتجاجات داخل عمالقة التكنولوجيا.
احتجاجات الموظفين داخل الشركات العالمية
وفي جوجل ومايكروسوفت اتخذت الإدارات خطوات أكثر صرامة شملت الفصل، بل واستدعاء الشرطة أحيانًا لقمع الأصوات المعارضة، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
المهندس أحمد شحرور كتب أنه يريد الضغط على الشركة لقطع جميع علاقاتها مع إسرائيل، وخلال ساعات من نشره الرسائل، جرى تعليق عمله وإغلاق حساباته الوظيفية.
من جانبها، أمازون رفضت تأكيد روايته، لكن المتحدث باسمها براد جلاسر قال إن الشركة لا تقبل أي شكل من أشكال التمييز أو المضايقات أو اللغة التهديدية، وتحقق فور تلقي بلاغات كهذه وتتخذ الإجراءات المناسبة.
وأشار التقرير إلى أن هذه ليست الحادثة الأولى من نوعها بين شركات التكنولوجيا الكبرى وموظفيها بشأن التعاون مع إسرائيل، حيث أن بعض العاملين يرون أن العقود المبرمة مع تل أبيب تجعلهم شركاء في سياساتها تجاه الفلسطينيين وفي الحرب على غزة، فيما تصر الإدارات على عدم الرضوخ لمطالبهم، وتلجأ أحيانًا إلى الفصل أو تدخل الشرطة لتفريق الاحتجاجات.
ومنذ سنوات قبل اندلاع الحرب على غزة، طالب موظفون في شركات مثل جوجل بوقف التعاون مع الجيش الإسرائيلي، وانتقدوا علنًا في 2021 عقد نيمبوس، ومع اندلاع الحرب، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات، حيث اعتقل تسعة من موظفي جوجل العام الماضي خلال مظاهرة بمكتب في نيويورك وتم فصلهم جميعًا، بينما أقيمت دعاوى قضائية ضد الشركة بدعوى أن الفصل غير قانوني.
وفي مقر مايكروسوفت بواشنطن اعتقل 20 متظاهرًا في أغسطس، ثم 7 آخرون اقتحموا مكتب الرئيس براد سميث وبثوا احتجاجهم مباشرة قبل أن يتم توقيفهم، بينهم موظفان في الشركة.
وفي أمازون تبدو الاحتجاجات أقل حدّة مقارنة بجوجل ومايكروسوفت بسبب الانقسام بين الموظفين العرب وزملائهم المؤيدين لإسرائيل.
المهندس الفلسطيني قال إن التوتر بين الجانبين والحوادث الأخيرة دفعته لنشر رسالته، مشيرًا إلى أنه تعرض لمواجهة حتى حين وزع منشورات أمام مقر الشركة في سياتل، وموظف آخر كشف أنه تلقى إنذارًا خطيًا بعد أن شارك تقريرًا من CNN يدعو لوقف إطلاق النار.
شركات التكنولوجيا العملاقة لديها عقود مع مؤسسات إسرائيلية، أبرزها مشروع نيمبوس السحابي المشترك بين جوجل وأمازون، فيما أقرت مايكروسوفت بتقديم خدمات برمجية وسحابية وذكاء اصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وذكرت تقارير صحفية أن موظفين في جوجل زودوا الجيش الإسرائيلي بأدوات ذكاء اصطناعي في الأسابيع الأولى من الحرب.
واعتبرت مجموعة لا تكنولوجيا للفصل العنصري، التي تضم موظفين حاليين وسابقين من جوجل وأمازون، اعتبرت أن هذه الشراكات تجعل الشركات متواطئة في ما وصفته بجرائم إبادة، وطالبت بوقف جميع العقود مع الحكومة الإسرائيلية.
وفي لقاء داخلي الأسبوع الماضي، اعترف رئيس مايكروسوفت براد سميث بوجود مخاوف من احتمال إساءة استخدام إسرائيل لبرامج الشركة في مراقبة الفلسطينيين، مؤكدًا أن مايكروسوفت لا تسمح باستخدام خدماتها في مراقبة جماعية للسكان المدنيين، وأنها استعانت بمكتب محاماة للتحقيق في الأمر.
ومن جانبها، شددت جوجل على أن استخدام تقنياتها في إسرائيل يخضع لقواعد واضحة، بينما بررت فصل الموظفين المتظاهرين بأنهم جعلوا زملاء آخرين يشعرون بالتهديد وانعدام الأمان، علي حد زعمها.


