والدي تزوج أمي عرفيا ليعفيني من الخدمة العسكرية.. عضو الفتوى بالأزهر يرد
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف، سؤالًا وجه إليه من مواطن مفاداه: طلق والدي أمي طلاقا رسميا، لكي أعفى من الخدمة العسكرية، ثم أعادها زوجة مرة أخرى بعقد عرفي فما حكم ذلك؟
والدي تزوج أمي عرفيا ليعفيني من الخدمة العسكرية.. عضو الفتوى بالأزهر يرد
وقال عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في القرآن الكريم: (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن الإبل والبقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما)، وروت كتب السنة النبوية عن سيدنا النبي عنه فيما رواه الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قاتل الله اليهود لما حرم الله عليهم الشحوم عمدوا إلى الانتفاع بها بالحيلة إذ غيروا الشحم عن صفته فأذابوه ثم باعوه، فأكلوا ثمنه، وقالوا تحيلا وخداعا: لم نأكل الشحم المحرم علينا، وهم يخادعون الله وهو خادعهم.
وأردف: الحيل التي يريد الشخص من خلالها الوصول إلى أمر يريده، ويلبي رغبته على قسمين: حيل غير مشروعة ومحرمة، وهي التي يراد بها تحليل ما حرم الله، أو تحريم ما أحل الله، أو تعطيل شرع الله، ونزيد على ذلك قائلين: أو يراد بها الالتفاف على قوانين الدولة للهروب من أمر أوجبه القانون، موضحًا، أن مثل هذه الحيل حرام وباطلة، لأن القصد منها الوصول إلى محرم، وما كان المراد منه الوصول إلى محرم كان حراما، لأن مقدمة الحرام حرام، ولأن الأمور بمقاصدها.
وأوضح أن الجزء الثاني من الحيل هو الحيل المشروعة، التي لا يريد الشخص من خلالها الوصول إلى غرض غير مشروع، ومن ذلك قول الله تعالى: وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث، لافتًا: وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن الذي يطلق زوجته رسميا ثم يعقد عليها عرفيا للوصول إلى غرض غير مشروع كا لحالة التي ورد من أجلها السؤال فإن الوالد طلق زوجته ليعفي نجله من أداء الخدمة العسكرية التي هي واجب شرعي ووطني مقدس، ومثل ذلك من تتزوج عرفيا للاحتفاظ بمعاش أبيها، أو زوجها السابق، ويلحق بها من تتزوج عرفيا لكي لا تحرم من حضانة أولادها من زوجها السابق، والزواج العرفي في مثل هذه الحالات حرام حرام، وحيلة باطلة لا يقرها الشرع الحكيم لأنه يتوصل به إلى أمر ممنوع أي محرم.


