بينهم نتنياهو وهرتسوغ.. تقرير أممي يؤكد ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة بتحريض من مسؤولين كبار
خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية في غزة، وأن مسؤولين إسرائيليين كبارًا، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حرّضوا على هذه الأفعال، حسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
الإبادة الجماعية في غزة
وأشار التقرير الأممي إلى أمثلة على حجم عمليات القتل، وعرقلة وصول المساعدات، والتهجير القسري، وتدمير عيادة للخصوبة، لدعم توصيفه لما يجري بأنه إبادة جماعية، منضمًا بذلك إلى تقارير منظمات حقوقية وجهات أخرى خلصت إلى النتيجة نفسها.
وقالت نافي بيلاي، رئيسة لجنة التحقيق في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقاضية السابقة في المحكمة الجنائية الدولية، أن الإبادة الجماعية تجري في غزة، محملة السلطات الإسرائيلية العليا مسؤولية هذه الجرائم التي نُفذت بنية مبيتة لتدمير الشعب الفلسطيني في القطاع.
وقارنت، بيلاي، التي قادت المحكمة الخاصة برواندا حيث قُتل أكثر من مليون شخص عام 1994، الوضع في غزة بالإبادة هناك، قائلة إن الأسلوب واحد: يتم تجريد الضحايا من إنسانيتهم والنظر إليهم كحيوانات، مما يسهّل قتلهم بلا وازع.
وأعربت بيلاي عن أملها في أن يفتح التقرير أعين الدول على ما يجري، وذلك قبل تقاعدها المقرر في نوفمبر المقبل.
ويُعد التقرير المكوّن من 72 صفحة أقوى استنتاج قانوني صادر عن هيئة تابعة للأمم المتحدة حتى الآن، رغم أن اللجنة مستقلة ولا تمثل الموقف الرسمي للأمم المتحدة، كما أن المنظمة الدولية لم تستخدم بعد مصطلح الإبادة الجماعية، لكنها تواجه ضغوطًا متزايدة للقيام بذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تواجه بالفعل دعوى قضائية في محكمة العدل الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب إبادة جماعية.
وبموجب اتفاقية الإبادة الجماعية الصادرة عام 1948، يُعتبر الفعل إبادة إذا توافرت نية لتدمير جماعة قومية أو عرقية أو دينية، كليًا أو جزئيًا، من خلال واحد على الأقل من خمسة أنماط من الأفعال، وخلصت اللجنة إلى أن إسرائيل ارتكبت أربعة منها، هي: القتل، وإلحاق أذى جسدي أو نفسي خطير، وفرض ظروف معيشية تؤدي إلى تدمير الجماعة، وفرض تدابير تحول دون الولادة.
واستندت اللجنة في نتائجها إلى مقابلات مع ضحايا وشهود وأطباء، بالإضافة إلى وثائق مفتوحة المصدر وصور أقمار صناعية جرى التحقق منها منذ بداية الحرب.
التقرير أشار أيضًا إلى أن تصريحات نتنياهو ومسؤولين آخرين تمثل دليلًا مباشرًا على النية الإبادية، ومن بينها رسالة بعث بها نتنياهو إلى جنوده في نوفمبر 2023 شبّه فيها العملية في غزة بـ حرب مقدسة للإبادة الكاملة وفق النصوص الدينية، كما شمل التقرير الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ووزير الدفاع السابق يوآف حالانت.
