قمة بلا هدف أو قرار.. فكانت النتيجة اجتياح غزة
قمة انعقدت بلا هدف واضح أو قرار متفق عليه، فكانت النتيجة التهديد بشن هجوم جديد على قطر، واجتياح مدينة غزة تمهيدا لبسط الاحتلال الكامل على القطاع وفرض تهجير السكان إلى أماكن أخرى أو إبادتهم جميعا.
هذا هو ملخص نتائج القمة العربية الإسلامية الاستثنائية الطارئة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة أمس الاثنين، في أعقاب الاعتداء الإسرائيلي على قطر ومحاولة استهداف قادة حركة حماس داخل أراضيها.
القمة العربية الإسلامية الاستثنائية الطارئة التي عقدت أمس الاثنين بمدينة الدوحة، قد تكون هي الأوسع في تاريخ القمم الإقليمية وذلك بمشاركة نحو 50 دولة عربية وإسلامية وحضور أكثر من 55 زعيما ورئيس حكومة.
وجاء توقيت انعقاد القمة بعد أيام قليلة من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، قرارًا يقر إعلان نيويورك بشأن تسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين، ما رفع سقف أحلام المواطنين العرب بأن هذه القمة بالذات لن تأتي مثل سابقيها وقد تخرج بتوحيد الصف أو اتخاذ قرار من شأنه ردع إسرائيل وإنهاء غطرستها اعتمادًا على التحرك الدولي الواسع ضدها.
وجاء الحدث في وقتٍ يشهد الشرق الأوسط تصاعد حدة التوتر السياسي مع إسرائيل، في ضوء استمرار حرب غزة والتي اكتوت بنيرانها دول المنطقة، وكانت قطر التي تلعب دورا رئيسيا في الوساطة لإنهاء الحرب أحدث حلقة في سلسلة الهجمات الإسرائيلية على دول المنطقة، بعد لبنان وإيران واليمن وسوريا.
وفي أثناء انعقاد القمة، توجه رئيس الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى عاصمة الأراضي المحتلة تل أبيب، للاجتماع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
والمفارقة أن القمة العربية الإسلامية انعقدت وخرجت بلا هدف أو قرار واحد بالرغم من الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة ومدى الحاجة إلى توحيد الصف والقرار، واختتمت أعمالها كالعادة بين الشجب والإدانة والمطالبات الموجهة في مفارقة غريبة إلى المجتمع الدولي أي أمريكا بالرغم من أنها الداعم الأول والأكبر لإسرائيل بل وفي نفس التوقيت تطلع على خطة اجتياح غزة.
بينما على الوجه الآخر وفي نفس التوقيت، أكد نتنياهو أنه قد يهاجم قطر مجددا أو أي دولة أخرى في المنطقة وسيواصل اجتياح غزة واحتلالها، كما أوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه التقى بنظيره الإسرائيلي للاطمئنان على خطة اجتياح غزة.
وفي النهاية، خرجت القمة دون أي جديد أو قرار واكتفت بالشجب والإدانة والمطالبات، مع إصرار الدول العربية على اتفكك واستمرار انشقاق الصف، فكانت النتيجة زيادة غرور نتنياهو فقرر التالي:
- تهديد قطر ودول المنطقة مجددا.
- إعلان اجتياح مدينة غزة لبسط الاحتلال على قطاع غزة بالكامل وفرض تهجير السكان، حيث بدأت القوات البرية التوغل في عمق مدينة غزة وتتجه نحو وسطها.


