بعد زيادة نشاطها المغناطيسي.. العلماء يحذرون من العواصف الشمسية
تشهد الشمس منذ عام 2008 ارتفاعًا متسارعًا في نشاطها المغناطيسي بعد عقود من الانخفاض، حيث زاد عدد البقع الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية والتوهجات بشكل غير متوقع، هذا الانعكاس فاجأ علماء الفيزياء الشمسية الذين توقعوا استمرار مرحلة الهدوء وربما دخول حد أدنى كبير جديد شبيه بما حدث في القرن التاسع عشر.
بعد زيادة نشاطها المغناطيسي.. العلماء يحذرون من العواصف الشمسية
ووفقًا لموقع سبيس، تكشف بيانات جمعتها بعثات فضائية ترصد الشمس والرياح الشمسية، وقاد تحليلها جيميس جاسينسكي من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، عن زيادة سرعة الرياح الشمسية بنسبة 6%، وكثافتها 26%، وحرارتها 29%، إضافة إلى ارتفاع قوة المجال المغناطيسي الذي تحمله بنحو 31%، هذه الأرقام تعكس نموًا واضحًا في النشاط المغناطيسي للشمس.
ويعني هذا النشاط المتصاعد عواصف جيومغناطيسية أكثر تكرارًا قد تولّد عروضًا شفقية مذهلة في سماء الأرض، لكنها في الوقت ذاته تشكّل خطرًا أكبر على الأقمار الصناعية ومحطات الفضاء ورواد الفضاء، وعلى الرغم من أن الدورة الشمسية التي تستمر 11 عامًا مفهومة نسبيًا، تظل الاتجاهات طويلة المدى غير واضحة وصعبة التنبؤ.
وشهد التاريخ فترات نشاط شمسي منخفض مثل الحد الأدنى لماوندر بين 1645 و1715، حين انخفض عدد البقع الشمسية إلى أقل من 50 مقارنة بمئات في الفترات النشطة، تزامنت تلك الحقبة مع العصر الجليدي الصغير في أوروبا، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن تقلبات الشمس وحدها لا تفسر التغيرات المناخية الكبرى، إذ تطغى عليها آثار الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية.
ويواصل العلماء حاليًا دراسة أسباب انعكاس النشاط الشمسي بعد عام 2008 دون التوصل إلى تفسير نهائي، ما يؤكد أن نجمنا ما زال يحتفظ بأسرار كثيرة ويستدعي مراقبة حثيثة لتوقع تأثيراته على الأرض والتكنولوجيا الحديثة.
