غزة ثروة عقارية.. مرصد الأزهر يرد على وزير مالية إسرائيل: لا تملكون شبرًا في فلسطين
قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن وعد بلفور يبدو أنه يُعاد تشكيله، فبعد أن كان في السابق يمنح أرضًا تتبع شعبًا أصيلًا لمحتل لا يملك شبرًا فيها، أصبح الحديث اليوم عن فلسطين كمشروع استثماري وعقاري ضخم، هذا المشروع يُمهَّد له على جثث آلاف الشهداء الفلسطينيين، وسط صرخات تستغيث بضمير إنساني أصم، وتحت أطنان من ركام حضارة عريقة سبقت في الوجود نشأة كيان يرى في الإرهاب سلاحًا فعالًا لاقتطاع الأرض وسرقتها.
وأضاف المرصد في بيان: وفي هذا السياق، خرج علينا وزير مالية الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، بأحد تصريحاته المتطرفة ليصف أرض غزة بأنها ثروة عقارية هائلة تؤمّن تكاليفها بنفسها، هذا التصريح الذي لا يخلو من سخرية مريرة، يختزل الكارثة الإنسانية إلى فرصة استثمارية يجب اقتناصها بكافة السبل، ليضيف المزيد من التصريحات التي تؤكد وحشية من يقودون هذا الكيان: لقد أنجزنا بالفعل مرحلة الهدم، وهي المرحلة الأولى من خطة التجديد الحضري، والآن علينا البناء".
وأكمل المرصد: وهنا نتساءل: أي تجديد حضاري هذا يُقام على جثـث ما يزيد عن 65 ألف شهيد وما يناهز 160 ألف مصاب؟، وهل ستُزال أكوام ركام المنازل المهدمة بما تحتها من جثث لمفقودين؟ ومع كل ما نشاهده من مآسٍ حية، يظل سؤال يؤرقنا: كيف يمكن أن يُنزع الضمير إلى حد المتاجرة بدماء الأبرياء من أجل مصالح سياسية واقتصادية؟ وهل غاب عن هؤلاء أن الحق مهما طال انزواؤه سيظهر لا محالة، وأن ساعات الظلم مهما طالت، مصيرها إلى زوال؟
إن غزة والضفة والقدس وكل بقعة في أرض فلسطين المحتلة هي حق أصيل لشعبها، الذي لم ينعم يومًا بالسلام منذ أن وطأت أرضه أقدام هؤلاء الصهاينة قبل عقود، بوعد خبيث من شخص لا يملك شبرًا في هذه الأرض المباركة، لقوم لا يستحقون.
وفي ردٍ حازمٍ على تصريحات وزير مالية الاحتلال، أطلق مرصد الأزهر صرخة تحذيرية للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذه التصريحات لا تُعدّ زلة لسان، بل هي تعبير صريح عن عقلية استعمارية تهدف إلى محو الوجود الفلسطيني وتصفية قضيته.
وأكد المرصد أن صمت الضمير العالمي قد أسهم في تمكين هذه السياسات الممنهجة التي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والقوانين الدولية، في ظل عدوان مستمر يشارف على دخول عامه الثالث دون حل يوقف نزيف الدم.
وجدد المرصد دعوته الملحة إلى ضرورة التحرك الفوري والفعال، عبر محاسبة قادة الاحتلال وتقديمهم للعدالة الدولية، وفرض عقوبات رادعة تُجبرهم على احترام القانون الإنساني، وتضمن حماية الشعب الفلسطيني الأعزل من بطشهم ووحشيتهم.
