أسترازينيكا تعلن فشل حقن فاسينرا في علاج الانسداد الرئوي المزمن.. وتراجع استثماراتها البحثية في بريطانيا
تواجه شركة أسترازينيكا ضغوطًا متزايدة على صعيد أعمالها البحثية والتجارية، بعدما أعلنت الأربعاء الماضي أن عقارها فاسينرا (بنراليزوماب) فشل في تحقيق الهدف الرئيسي خلال تجربة سريرية متقدمة من المرحلة الثالثة "RESOLUTE" لعلاج مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، المعروف أيضًا بـ رئة المدخن، رغم تسجيله تحسنًا عدديًا مقارنةً بالدواء الوهمي.
وأوضحت الشركة أن التجربة شملت 689 مريضًا يعانون من انسداد رئوي مزمن متوسط إلى شديد مع تاريخ من التفاقمات المتكررة وارتفاع عدد الخلايا الحمضية بالدم، حيث تمت مقارنة نتائج العقار بالعلاج الوهمي إلى جانب العلاجات القياسية، مؤكدة أن ملف الأمان والتحمل للدواء جاء متوافقًا مع البيانات المعروفة عنه، مشيرة إلى أنها ستواصل تحليل النتائج الكاملة ومشاركتها مع المجتمع العلمي.
فشل حقن فاسينرا في علاج الانسداد الرئوي المزمن
وقالت شارون بار، نائب الرئيس التنفيذي لأبحاث وتطوير المستحضرات الدوائية الحيوية في أسترازينيكا: "مرض الانسداد الرئوي المزمن يظل أحد أبرز أسباب الوفاة عالميًا، وهو مرض معقد ومتباين.
ورغم النتيجة الأخيرة، فإننا مستمرون في تطوير مقاربات علاجية مبتكرة لتلبية الاحتياجات غير الملباة للمرضى. فاسينرا أثبت سابقًا فعاليته في علاج الربو اليوزيني الحاد، كما حقق نتائج إيجابية في حالات أخرى مثل التهاب الأوعية المصاحب للخلايا الحمضية ومتلازمة فرط الحمضات".
ويُعد فاسينرا ثاني أكثر الأدوية مبيعًا ضمن محفظة أسترازينيكا لأمراض الجهاز التنفسي والمناعة، إذ حقق مبيعات بلغت 920 مليون دولار في النصف الأول من 2025، بزيادة 18% عن الفترة نفسها من العام الماضي، كما يُستخدم الدواء بالفعل كعلاج إضافي للربو اليوزيني الحاد في أكثر من 80 دولة، من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والصين، ومصر.
حصل العقار على موافقة تسجيل من هيئة الدواء المصرية بناءً على موافقة اللجنة العلمية المتخصصة للأمصال واللقاحات والتقييم المبدئي للمستحضرات الحيوية ومشتقات الدم في اجتماعها مع لجنة الأمراض الصدرية في ديسمبر 2021، ليصبح العقار متاح تداوله في السوق المصري تحت رقابة صارمة من الهيئة.
وعلى صعيد موازٍ، تواجه أسترازينيكا تحديات تتعلق باستثماراتها البحثية في المملكة المتحدة، حيث أعادت مؤخرًا النظر في خطة توسعة موقعها البحثي في كامبريدج بقيمة 200 مليون جنيه إسترليني. ويأتي هذا بعد تراجع سابق في مطلع العام الجاري عن مشروع توسعة آخر بقيمة 450 مليون جنيه إسترليني لمنشأة تصنيع اللقاحات في ليفربول.
وفي هذا السياق، صرّح توم كيث-روتش، رئيس أسترازينيكا في المملكة المتحدة، بأن استثمارات الشركة في البحث والتطوير "من المحتم أن تتدفق بشكل طبيعي إلى دول تُقدّر الابتكار"، في إشارة إلى إمكانية توجه الشركة بمشاريعها البحثية نحو أسواق أكثر دعمًا للابتكار الدوائي.
وبين ضغوط الإخفاقات البحثية وتحديات الاستثمار في الداخل البريطاني، تبدو أسترازينيكا أمام مرحلة دقيقة تسعى فيها للحفاظ على ريادتها في سوق الأدوية الحيوية، مع مواصلة استراتيجيتها طويلة المدى في مجالي الجهاز التنفسي والمناعة.










