مرصد الأزهر عن أعمال العنف شمال موزمبيق: يجب استئصال تمدّد داعش في إفريقيا
يتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بقلقٍ بالغ موجة العنف المتصاعدة في مقاطعة كابو دلغادو شمال موزمبيق، والتي أسفرت مؤخرًا عن مقتل 33 شخصًا في أعمال شغب داخل أحد السجون، فضلًا عن هجمات مسلحة استهدفت مدينة موسيمبوا دا برايا الساحلية يوم 7 سبتمبر الجاري، حيث قام عناصر جماعة الشباب الموالية لتنظيم داعش الإرهابي بإطلاق النـ ـار العشوائي على المدنيين، وحـرق السيارات، وقـ طع رؤوس اثنين من الضحايا.
ويشير المرصد إلى أن هذه التطورات تأتي رغم انتشار قوات الدفاع الموزمبيقية ووحدات الجيش الرواندي في المنطقة، مما يعكس تعقيد المشهد الأمني وتنامي قدرات التنظيم على استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية، بما فيها المنطقة القريبة من مشروع الغاز الطبيعي المسال التابع لشركة توتال إنرجي الذي توقّف العمل به منذ 2021 بعد هجوم دموي على مدينة بالما.
ويشير المرصد إلى أن تصعيد الجماعة المسلحة لعملياتها يُعد محاولة لاستعادة السيطرة على ممرات استراتيجية وقطع طرق الإمداد، ما قد يهدد استقرار شمال البلاد ويؤثر على الاستثمارات الاقتصادية الكبرى في قطاع الطاقة.
مرصد الأزهر عن أعمال العنف شمال موزمبيق: يجب استئصال تمدّد داعش في إفريقيا
كما يلفت إلى أهمية تكثيف القوات الحكومية من جهودها لنيل ثقة السكان المحليين، وإفشال محاولات تلك الجماعة الإرهابية لتهيئة بيئة خصبة لتجنيد مزيد من الشباب في صفوفها.
وتابع المرصد: استمرار العنف في كابو دلغادو ينذر بتفاقم أزمة إنسانية جديدة، مع نزوح المزيد من المدنيين، وتزايد الحاجة إلى مساعدات إغاثية عاجلة. كما يؤكد المرصد أن استمرار مثل هذه الهجمات الإرهابية يشكّل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، ويستدعي تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لمعالجة جذور التطرف والفقر والتهميش الذي تستغله هذه التنظيمات الإرهابية.
لهذا يدعو مرصد الأزهر إلى: تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لدعم الحكومة الموزمبيقية في وضع استراتيجية شاملة تراعي الجوانب الأمنية والتنموية معًا، والعمل على حماية المدنيين ومنع استهدافهم سواء من قبل الجماعات المسلحة أو عبر أي تجاوزات أمنية، وتقديم الدعم الإنساني العاجل للمتضررين، وتأمين ممرات آمنة لوصول المساعدات، ودعم برامج مكافحة الفكر المتطرف، وإعادة تأهيل المقاتلين السابقين، وتعزيز دور القيادات الدينية والمجتمعية في نشر خطاب التسامح والمصالحة.
