غرامة 7500 يورو للمدير الذي يتواصل مع موظفيه بعد انتهاء العمل في إسبانيا.. ما القصة؟
أدخلت الحكومة الإسبانية تعديلات مهمة على تشريعات العمل تمنح الموظفين حماية قانونية أقوى ضد الاتصالات المهنية بعد انتهاء ساعات عملهم الرسمية، في خطوة تهدف إلى ترسيخ التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وذلك وفقًا euroweeklynews.
قانون جديد للموظفين في إسبانيا
وبموجب قانون العمال أصبح من غير المسموح لأصحاب العمل إزعاج موظفيهم بشكل متكرر برسائل واتساب أو مكالمات أو بريد إلكتروني خارج أوقات الدوام المحددة، وإلا يواجهون غرامات قد تصل إلى 7500 يورو عن الانتهاكات الجسيمة أو المتكررة، فيما تبدأ الغرامات من 751 يورو للمخالفات البسيطة.
تستند هذه التعديلات إلى مبدأ الفصل الرقمي الذي يعترف بحق الموظفين في عدم الرد على الاتصالات المهنية خارج ساعات العمل. ويغطي القانون القطاعين العام والخاص، ويلزم الشركات باحترام اتفاقيات المفاوضة الجماعية أو وضع سياسات داخلية واضحة تضمن عدم التواصل الروتيني مع الموظفين بعد انتهاء دوامهم.
ورغم أن القانون يستثني الحالات الطارئة أو الحالات المتفق عليها في عقود الاستدعاء، فإنه يشترط تحديد هذه الاستثناءات بوضوح في العقود لتجنب إساءة الاستخدام.
وفي سياق متصل خلال الأشهر الأخيرة، صدرت أحكام قضائية لصالح موظفين اشتكوا من التحرش الرقمي بعد ساعات العمل، منها حكم ضد شركة أرسلت رسائل متكررة لموظفيها في المساء وعطلات نهاية الأسبوع ترتب عليه غرامة مالية وتعويضات للمتضررين. وأكدت وزارة العمل الإسبانية عزمها على تكثيف الرقابة لمنع ما تصفه بـ “التجاوزات التكنولوجية” التي تتعدى على الحياة الشخصية.
يأتي هذا في سياق أوروبي أوسع، إذ سبقت فرنسا والبرتغال وبلجيكا إلى إقرار حقوق مماثلة، ومع انتشار العمل عن بُعد بعد جائحة كورونا وطمس الحدود بين العمل والحياة الخاصة، بات احترام وقت الموظف مطلبًا أساسيًا للحفاظ على رفاهيته وتحفيزه على الاستمرار في عمله.
