الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

شنودة.. قصة طالب كفيف من المنيا تحدى الإعاقة بالعمل والدراسة

أسرة شنودة العامل
محافظات
أسرة شنودة العامل الكفيف
الإثنين 22/سبتمبر/2025 - 05:30 ص

تحولت قصة الطالب الكفيف شنودة مؤمن بشيل، البالغ من العمر 13 عامًا، من قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، إلى حديث الرأي العام خلال الساعات الماضية، بعدما تصدر التريند على مواقع التواصل الاجتماعي إثر انتشار مقطع فيديو له أثناء عمله داخل ورشة حدادة رغم فقدانه للبصر.

بداية الحكاية

وُلد شنودة كفيفًا نتيجة عيب خلقي، لكنه لم يستسلم لظروفه الصحية، فقرر أن يشق طريقه في الحياة بالاعتماد على نفسه.

 منذ سنواته الأولى، كان حريصًا على الاستمرار في دراسته حتى التحق بالمرحلة الإعدادية، وفي الوقت نفسه تعلم حرفة الحدادة داخل ورشة أحد جيرانه ليعيل أسرته ويعتمد على مجهوده الشخصي.

إرادة لا تنكسر

تقول والدته في حديثها لـ«القاهرة 24»: «ابني متفوق دراسيًا، ومحبوب بين أصدقائه في القرية، عمره ما اشتكى ولا استسلم، بالعكس بيحب يشتغل ويعتمد على نفسه». وتضيف: «اتعلم شغل الحدادة بسرعة لأنه ذكي جدًا، وفوجئت إن صورته انتشرت على السوشيال ميديا وهو بيشتغل، والناس اتأثروا بيه».

شنودة، رغم إعاقته، يذهب يوميًا إلى الورشة، يحمل أدواته ويمارس عمله كأي عامل عادي، لكنه في داخله يظل طالبًا مجتهدًا يحلم بأن يصبح مدرسًا في المستقبل.

حلم بسيط ورسالة كبيرة

يحلم شنودة باقتناء هاتف ذكي مزود بتطبيقات لذوي الهمم، حتى يتمكن من التواصل مع أسرته وأصدقائه بسهولة، معتبرًا أن ذلك سيكون وسيلته للاقتراب أكثر من العالم من حوله. حلمه الصغير حمل معه رسالة إنسانية كبيرة، إذ أظهر أن الإرادة قادرة على كسر الحواجز، وأن الإعاقة لا يمكن أن توقف إنسانًا عن السعي لتحقيق ذاته.

تفاعل واسع وتحرك رسمي

الفيديو الذي وثّق لحظة عمله في الورشة أثار تعاطفًا كبيرًا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أشادوا بعزيمته وإصراره على مواجهة ظروفه الصعبة، مطالبين بسرعة دعمه وتبني قصته. وعلى الفور، أعلن مجلس الوزراء تكليف الجهات المعنية بفحص حالته الاجتماعية والمعيشية، وتقديم كل أشكال الدعم له ولأسرته، سواء عبر برامج الحماية الاجتماعية أو المساعدات العاجلة.

قصة أمل من قلب الصعيد

قصة شنودة لم تعد مجرد فيديو انتشر على السوشيال ميديا، بل أصبحت رمزًا للإصرار والتحدي ورسالة أمل من قلب الصعيد لكل طفل يواجه صعوبات. شنودة الطالب الكفيف، الذي يجمع بين التفوق الدراسي وتحمل المسؤولية والعمل، يثبت يومًا بعد يوم أن القوة الحقيقية لا تأتي من النظر بالعين، بل من الإيمان الداخلي والإرادة التي ترى المستقبل بوضوح.
 

تابع مواقعنا