الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

هل الدولة الفلسطينية بحاجة إلى اعتراف؟

الإثنين 22/سبتمبر/2025 - 06:05 م

أعلنت كل من بريطانيا وكندا والنمسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولحقت بهم البرتغال، ومن قبلهم أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده فعل ذلك أيضًا، كما أن هناك عشرات الدول ستنضم إلى هذا المعسكر.

البعض يرى أن ذلك خطوة جيدة وسوف يمثل مركز قوة وبابًا نحو الطريق لإنشاء دولة فلسطينية حقيقية على حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما بادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول صراحة إنه لن يتم، وقد يرد على ذلك بعد عودته من واشنطن، وبالطبع ربما يكون رده هو ضم الضفة الغربية كما توعد من قبل، ومعه بعض وزراء حكومته اليمينية المتطرفة بعد مشاورات مع ترامب داعمه الأقوى والأهم عبر تاريخه الشخصي بل وتاريخ إسرائيل بشكل عام، حيث إننا لم نر هذا الضوء الأخضر الدائم وبلا سقف من أمريكا لحاكم في إسرائيل من قبل، مما جعل نتنياهو يتصرف حرفيًا وكأن لا أحد في هذا العالم غيره، فبات يضرب هنا وهناك بلا تردد أو خشية من أية عواقب، ذلك غير جرائم الحرب التي لا تُحصى ولا تُعد في قطاع غزة، والتي لم يشهدها التاريخ الحديث وربما القديم أيضًا.

وعلى الجانب الآخر نجد من يقلل من أهمية هذه الخطوة كونها مجرد كلمة تقال أو حبر على ورق دون اتخاذ خطوات فعلية تعمل على قيام تلك الدولة المعترف بها، وخاصة من قبل بريطانيا التي كانت سببًا في وجود هذا الكيان المحتل على أرض فلسطين بوعد بلفور المشؤوم.

وهنا يطرح سؤالًا مهمًا نفسه: هل تحتاج فلسطين إلى اعتراف كأنها لم تكن موجودة يومًا، والآن نريد إيجادها؟

إن الأرض كلها هي في الأساس لدولة كانت تسمى فلسطين، واحتل الكيان الإسرائيلي جزءًا منها وأقام عليه دولته التي اعترف بها العالم آنذاك اعترافًا عمليًا، فأصبحت موجودة من العدم، بينما تم طمس الموجود أصلًا، وربما كلمة اعتراف بالدولة الفلسطينية تعد زيادة في الطمس وخلق واقع جديد يتم السعي خلفه، وهو تمني أخذ قطعة من الأرض الفلسطينية يعيش عليها الفلسطينيون وتصبح هي دولتهم، بشرط ألا تكون بها أي مقومات قوة تُذكر، بينما إسرائيل وصلت إلى منتهى القوة لدرجة أنها تمتلك سلاحًا نوويًا يتم تحريمه على كل دول المنطقة.

فهل هي فخاخ يتم إدخالنا فيها لتثبيت إسرائيل أكثر ونسيان أن الأرض التي تُقام عليها مغتصبة من الأساس، أم رغبة في إنهاء هذا الصراع المرير والانتقال إلى عملية سلام حقيقية يتضح أن إسرائيل ترفضها متمثلة في حكومتها الحالية.

لو أن الأمر كذلك، فعلى بريطانيا، وهي الدولة الأقوى والأبرز بين دول الاعتراف، أن تتخذ خطوات جادة وعملية لنرى معالم لتلك الدولة التي اعترفت بها، وأول هذه الخطوات هو إيقاف الحرب في غزة، وإدخال المساعدات، والبدء في عملية الإعمار. 
وبالنسبة للضفة يتم إيقاف الاستيطان الذي ابتلعها تقريبًا.. وغير ذلك لن يكون الأمر إلا مجرد هراء وفخ كما قلت آنفًا، يبدو ظاهريًا أنه ضد الاحتلال بينما هو تكريس له.

بالطبع، في عالم مضطرب كالذي نعيش فيه الآن من الصعب التكهن ومعرفة النوايا الحقيقية، ولكن المؤكد أن فلسطين ليست بحاجة إلى اعتراف لأنها موجودة بحكم التاريخ والجغرافيا والشعب، ولكن ما تحتاجه هو إنهاء الاحتلال، حتى لو ظل متمسكًا بقطعة اغتصبها وأقام عليها دولة، وبالفعل من غير المنطقي الآن القول بغير ذلك الآن، لأنه الأمر الواقع إلى حين.

تابع مواقعنا