الطلاب يدفعون الثمن.. أزمات تواجه تعليم الجيزة مع بداية العام الدراسي الجديد
شهدت مدارس محافظة الجيزة خلال أول أيام العام الدراسي الجديد 2025/2026 عددًا من الأزمات والمشكلات التي أثارت غضب أولياء الأمور والمعلمين، وتنوعت هذه الأزمات ما بين قرارات مفاجئة بنقل طلاب دون سابق إنذار، واعتداءات على المعلمين داخل المدارس، بالاضافة إلى استغاثات بعض أولياء الأمور.
أولًا: أزمة نقل طلاب مدرسة الشهيد أحمد أبو الدهب دون إخطار
في منطقة الدقي، سادت حالة من الاستياء بين أولياء أمور طلاب الصف الأول الإعدادي بمدرسة الشهيد أحمد أبو الدهب، بعد صدور قرار مفاجئ بنقل الطلاب إلى مدرسة الشهيد عامر عبد المقصود الابتدائية، وتحويلهم إلى فصول الصف الرابع الابتدائي، بحجة تنفيذ أعمال تجديدات في المدرسة الأصلية وفقًا لتصريحات أولياء الأمور لـ القاهرة 24.
أسباب الأزمة، أن القرار تم دون إخطار مسبق، وأولياء الأمور أكدوا أنهم دفعوا تبرعات بهدف تطوير المدرسة، واختلاف كبير في الفئة العمرية والتجهيزات بين المدرستين.
وجاءت ردود الفعل، عن إدارة المدرسة ومسؤولو التعليم بالدقي قالوا إن النقل مؤقت، وسيعود الطلاب يوم الأربعاء، وأولياء الأمور طالبوا وزارة التربية والتعليم بالتدخل العاجل لحماية نفسية ومستوى الطلاب.
ثانيًا: اعتداء ولي أمر على معلم بمدرسة المنوات
في منطقة الحوامدية، وتحديدًا في مدرسة المنوات، وقعت حادثة مؤسفة في أول يوم دراسة، حيث اعتدى ولي أمر على أحد المعلمين بعد رفضه دخول المدرسة.
تفاصيل الواقعة، أن المعلم رفض دخول ولي الأمر للمدرسة، ما تسبب في مشادة انتهت بالاعتداء عليه، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتتولى الجهات الأمنية التحقيق.
ثالثًا: جدل واسع بسبب عنف الشرطة المدرسية في مدرسة السعيدية
شهدت مدرسة السعيدية الثانوية، وهي واحدة من أقدم وأكبر المدارس بمحافظة الجيزة، حالة من الجدل الكبير بعد انتشار فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تُظهر طلاب من الشرطة المدرسية وهم يتعاملون مع زملائهم من الطلاب بشكل عنيف خلال أول أيام الدراسة.
تفاصيل الواقعة، الفيديوهات أظهرت تدخل الشرطة المدرسية في ضبط الطلاب المخالفين، لكن بطريقة وصفت بالقاسية، بعض المشاهد تضمنت دفع الطلاب أو التحدث معهم بنبرة عنيفة.
جاءت ردود فعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بين مؤيدون: رأوا أن هذا السلوك نوع من الحزم والانضباط، وأنه يعيد للمدارس هيبتها التي فقدتها، طالما يطبق على الطلاب غير الملتزمين، ومنتقدون: اعتبروا ما حدث غير تربوي، وغير مقبول، حتى من معلم، فكيف يسمح لطالب أن يُمارس هذا السلوك على زملائه؟
كما طالب البعض بتوضيح من وزارة التربية والتعليم حول دور "الشرطة المدرسية" وحدود تدخلها.
ومن جانبه، علم القاهرة 24 من مصادره الخاصة، أن تعليمات صدرت إلى عناصر الشرطة المدرسية في عدد من المدارس، بالتعامل مع الطلاب بأسلوب تربوي يتناسب مع طبيعة البيئة التعليمية، مع التشديد على ضرورة تجنب أي سلوك غير مقبول أو استخدام ألفاظ خارجة.
يأتي ذلك في أعقاب حالة من الغضب التي سادت بين الطلاب وبعض أولياء الأمور، أمس، بسبب ما وُصف بتعامل عنيف من بعض طلاب الشرطة المدرسية مع زملائهم، خلال تنظيم دخول المدارس في أول أيام الدراسة.
وأكدت المصادر أن هذه التوجيهات تهدف إلى الحفاظ على الانضباط داخل المدارس، دون الإضرار بالحالة النفسية للطلاب، مع التأكيد على أن دور الشرطة المدرسية يجب أن يظل تربويًا وتوعويًا في المقام الأول، لا يعتمد على أساليب الترهيب أو العنف.
وأشارت المصادر، إلى أن هدف وجود الشرطة المدرسية دعم العملية التعليمية، من خلال تعزيز الانضباط داخل المدرسة، والمساهمة في تنظيم دخول وخروج الطلاب، فضلًا عن إظهار المدرسة بالمظهر الحضاري اللائق.
كما أوضحت المصادر، أن الشرطة المدرسية تهدف إلى ترسيخ مفاهيم الالتزام بالنظام، وأهمية العمل الجماعي، وإنكار الذات، إلى جانب غرس قيم احترام المواعيد، وحسن إدارة الوقت، والمشاركة الفعّالة في تنظيم الفعاليات والأنشطة المدرسية.
رابعًا: استغاثة ولي أمر بالدقي بعد تعثره ماديًا ورفض مدرسة خاصة سحب ملفات أبنائه
وهناك جانب آخر، من التحديات التي يواجهها أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي، أطلق أحد أولياء الأمور استغاثة عاجلة إلى وزير التربية والتعليم ومسؤولي التعليم بمحافظة الجيزة، لإنقاذ مصير أبنائه الثلاثة (جنى، لينا، وأحمد خالد)، بعد أن رفضت إحدى المدارس الخاصة التابعة لإدارة الدقي التعليمية تسليم ملفاتهم، بحجة وجود مصروفات متأخرة.
وجاءت تفاصيل الأزمة، الطلاب حُرموا من الحضور طوال الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي بسبب تعثر الأب في سداد المصروفات، حاول ولي الأمر تسوية الوضع عبر تقديم شيكات بنكية بالمبالغ المستحقة، لكن المدرسة رفضت تسليم الملفات.
الإدارة التعليمية أبلغته أنها لا تملك سلطة على المدارس الخاصة، وأن الأمر بيد الشؤون القانونية.
بينما جاءت محاولات الحل، انه تم قبول تحويل إلكتروني لأبنائه إلى إدارة حدائق القبة التعليمية بالقاهرة، بينما المدرسة الخاصة رفضت التسليم رغم حصولها على أحكام قضائية بالشيكات البنكية، حتى الآن، لم يتم تسكين الأبناء في مدارس أخرى.
ومن جانبه، تساءل ولي الأمر: "بأي ذنب يُحرم أبنائي من التعليم؟".. وطالب بتدخل سريع من الوزارة لحل الأزمة وضمان حق أبنائه في الالتحاق بالمدارس، أسوة بزملائهم.


