رغم نفي الأطباء.. ترامب يثير الجدل ويربط التوحد بتناول باراسيتامول واللقاحات
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعدما ربط بين إصابة الأطفال باضطراب التوحد واستخدام لقاحات الطفولة وتناول النساء الحوامل لعقار لتايلينول باراسيتامول، وهو ما اعتبره خبراء الصحة مزاعم غير مدعومة بالأدلة العلمية، وذلك وفقًا لرويترز.
رغم نفي الأطباء.. ترامب يثير الجدل ويربط التوحد بتناول باراسيتامول واللقاحات
وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وجّه ترامب نصائح مباشرة للأمهات والآباء طالبًا منهم تجنّب مسكنات الألم، وعدم إعطاء الأطفال بعض اللقاحات مبكرًا أو بجرعات مجمعة. كما دعا إلى اعتماد الليوكوفورين، وهو أحد أشكال حمض الفوليك، كخيار علاجي لأعراض التوحد. هذه التصريحات قوبلت برفض واسع من جمعيات طبية كبرى، بينها الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، التي شددت على أن الأبحاث لم تثبت أي علاقة سببية بين تايلينول أو اللقاحات والتوحد.
وأصدرت شركة كينفيو المصنعة لتايلينول وهوأحد أنواع الباراسيتامول بيانًا نفت فيه وجود أي ارتباط بين مكوّن الدواء النشط الأسيتامينوفين والإصابة بالتوحد، محذّرة من خطورة نشر مزاعم مضللة قد تؤثر على صحة الأمهات والأطفال. ورغم تراجع أسهم الشركة في بداية التداولات، تعافت لاحقًا مسجلة ارتفاعًا بنحو 5%.
من جانبها، قالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنها ستضيف تحذيرات على عبوات تايلينول بشأن احتمالية وجود ارتباط مع اضطرابات عصبية، لكنها أوضحت أن الدراسات لا تثبت علاقة سببية. وأشارت إلى مراجعة شملت أكثر من 40 دراسة أظهرت صلة محتملة لكنها غير مؤكدة.
وأكد الباحثون أن الأدلة المتاحة حتى الآن لا تدعم استنتاج ترامب. دراسة واسعة في السويد عام 2024 على 2.5 مليون طفل لم تجد أي صلة سببية بين استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل والإصابة بالتوحد، كما أوضح خبراء أن الليوكوفورين أظهر نتائج محدودة في تجارب صغيرة، لكنه لا يزال بحاجة إلى دراسات أوسع قبل اعتماده كعلاج فعلي.
ويرى الأطباء أن تصريحات ترامب قد تثير الخوف وتخلق آمالًا كاذبة، مؤكدين ضرورة التمسك بالتوصيات الطبية القائمة التي تعتمد على عقود من الأدلة العلمية المؤكدة حول سلامة اللقاحات واستخدام تايلينول بجرعات مناسبة.




