أبي.. رحلت جسدًا وبقيت أثرًا لا يزول

تمرّ الأعوام، وتبقى بعض اللحظات عالقة في الذاكرة لا يمحوها الزمن؛ في مثل هذه الأيام منذ أربعة أعوام، غاب أبي عن دنيانا بعد رحلة حافلة بالعبادة والعمل والعطاء، تاركًا في قلوبنا أثرًا لا يزول، وفي حياتنا فراغًا لا يُملأ.

كان –رحمه الله– نموذجًا للأب الصالح، المتمسك بصلاته وصيامه وزكاته وقراءة القرآن، حريصًا على أن يغرس فينا القيم الرفيعة، والخلق الكريم، وحب الناس، لم يكن مجرد عائل لأسرة، بل كان قدوةً يُحتذى بها، وسندًا نلوذ إليه في الملمات.

رحيل الأب ليس حدثًا عابرًا، بل زلزال داخلي يهز أركان النفس، ويترك في القلب ندوبًا لا تُشفى؛ وكيف يُنسى من كان نور البيت وعماده؟ من علّمنا معنى المسؤولية، وضرب لنا أروع الأمثلة في الكرم والصدق والإخلاص؟ لقد غاب جسده، لكن سيرته العطرة ما زالت بيننا، نعيش بها، ونستمد منها الصبر والعزم.

ولأحبتي وإخوتي وكل من يقرأ كلماتي.. تعلموا من رحيل أبي أن الحياة قصيرة، وأن برّ الوالدين هو الزاد الحقيقي الذي يبقى بعد الفقد؛ لا تؤجلوا كلمة طيبة، ولا تحرموا والديكم من دعوة صادقة أو لحظة اهتمام، فوجودهم بينكم نعمة لا تُقدَّر بثمن.

ختامًا، لا أملك إلا أن أستودعك عند رب رحيم كريم، وأسأله أن يجعل قبرك نورًا وراحة، وأن يجمعني بك في جنات النعيم.