من مسرح الهناجر إلى قلوب الملايين.. في ذكرى وفاته تعرف على رحلة خالد صالح في الفن والحياة
في مثل هذا اليوم منذ أحد عشر عامًا، رحل الفنان خالد صالح عن مسرح الحياة، تاركًا وراءه سيرة لا تشبه إلا أصحاب القلوب الصافية والعقول المتقدة، وفنًا عاش في تفاصيله بصدق، ومات عنه محبوه وهم بعد لم يرتووا من حضوره.
ذكرى وفاة خالد صالح
لم يكن خالد صالح نجمًا بالمعنى التقليدي، لم يكن يبحث عن الأضواء، بل كانت هي من تلاحقه، بدأ من خشبة مسرح الجامعة، ثم الهناجر، مرورًا بمشاريع مستقلة، قبل أن تفتح له الكاميرا ذراعيها متأخرة، وهو في أواخر الثلاثينيات من عمره، لكن الحضور، كما يقال، لا يعرف سِنًا ولا توقيتًا، وكان حضوره ساحقًا.
قال ذات مرة: أنا مش جاي أمثل علشان أبقى مشهور، أنا جاي أحكي حكايات الناس الغلابة، اللي زيي، لعب خالد صالح أدوار الشر كما لم يلعبها أحد من جيله، لكنه لم يكن شريرًا كاريكاتوريًا؛ بل كان معقدًا، مضطربًا، إنسانيًا.
في فيلم تيتو، ظهر كضابط أمن دولة فاسد، يحرك الخيوط كلها من الخلف، وفي عمارة يعقوبيان، جسّد شخصية الوزير الانتهازي، بابتسامة لا تفارقه، في هي فوضى، كان الشر في أوضح صوره.. لكنه جعلك تشفق على حاتم أكثر مما تكرهه، أما في الريس عمر حرب، فقد تحول إلى أسطورة سينمائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
أعمال خالد صالح
وبرغم من كثرة أدواره في الشر.. برع خالد صالح في تقديم صفات الحنان والعطاء بجدارة، فكان هو المنتج مجدي حسنين في فيلم عن العشق والهوى، المُنقذ لـ فتاة الليل بطة بطاطس -غادة عبد الرازق-، من عيون كل مار في البار، وكل طامع في جسدها، هو الوحيد الذي فكر بـ فاطمة الإنسانة ونظر بداخلها ليرى ما لم يراه أحد، كما كان بمثابة مصباح علاء الدين المحقق لأحلام شقيقتها عاليا -منى زكي-، وساعدها في اتخاذ أولى خطواتها في عالم العزف والموسيقى، وكان له مونولوج مميز عندما كان يحدث عاليا، وهو: أنا صابغ على فكرة.. لولا الصبغة كنتي هتلاقي شعري كله مطقطق أبيض.. كل شعرة بيضا من دول علمتني حاجة في الدنيا، ورَد عليّ أشكال وألوان، ينفع أخلي الناس تغنيلي.. بس صعب أوي أخليهم يغنوا عليّ.
في كل دور، كان يُدخلك في عُمق الشخصية حتى تنسى أنه خالد صالح، الناس بتموت لما تُنسى.. لكنه لم يُنسَ



