في ذكرى وفاته.. كيف صنع المنتصر بالله نجوميته الخاصة؟
تحل اليوم الجمعة، 26 سبتمبر، الذكرى الخامسة لرحيل الفنان المنتصر بالله، أحد أبرز نجوم الكوميديا الذين تركوا بصمة خاصة في قلوب المصريين والعرب، باعتباره فنان من طراز نادر، لم يكن مجرد ممثل يُضحك الجمهور، بل كان صاحب مدرسة مستقلة في الأداء، جمعت بين خفة الدم والعمق الإنساني، وبين العفوية والاحتراف.
ذكرى وفاة المنتصر بالله
ورغم أنه لم يقدّم بطولات مطلقة كثيرة، إلا أنه نجح في أن يكون عنصرًا لا يُستغنى عنه في أي عمل يشارك فيه، فكان حضوره كفيلًا بإضافة روح حيوية ومذاق خاص للمشهد.
من ينسى أداؤه في أرابيسك، أو ظهوره اللافت في أنا وأنت وبابا في المشمش، أو حتى حضوره المسرحي المميز في شارع محمد علي وعلشان خاطر عيونك، تلك الأعمال وغيرها رسّخت مكانته كأحد أعمدة الكوميديا النظيفة الراقية.
قليلون يعرفون أن المنتصر بالله، لم يكن مجرد اسم شهرة، بل هو اسمه الحقيقي الذي اختاره له والده بعد أن فقد عددًا من أبنائه، جاء الاسم كنوع من التضرّع والدعاء بأن يحيا هذا الابن، وقد عاش بالفعل، ليمنح الحياة للفن والمسرح والتلفزيون.
نجح المنتصر بالله في أن يكون نجمًا ثانيًا، لكن في الصف الأول، فكان يسرق الأضواء بخفة ظله، ويترك أثرًا حتى في المشاهد القصيرة، وربما كان ذلك سرّ حب الناس له: الصدق.
في عام 2008، تعرّض المنتصر بالله لجلطة دماغية أثّرت بشكل كبير على نشاطه الفني، وعلى مدار أكثر من عقد، ظلّ يعاني من مضاعفات المرض، متواريًا عن الأضواء، لكن حاضرًا في ذاكرة جمهوره.
في تلك السنوات، لم يفقد الفنان روحه المرحة ولا ابتسامته الصافية، وظلّ يُقابل محبيه بحب وتقدير، حتى رحل في مثل هذا اليوم من عام 2020، داخل أحد مستشفيات الإسكندرية، عن عمر ناهز 70 عامًا.
أعمال المنتصر بالله
شارك المنتصر بالله في أعمال مع كبار الفنانين مثل: عادل إمام، فؤاد المهندس، سمير غانم وغيرهم، مما ساعده على الانتشار، كما تعامل مع مخرجين كبار منحوه أدوارًا مؤثرة رغم صغر حجمها.
استطاع أن يخطف الأضواء حتى وإن كان دوره صغيرًا، إذ ترك بصمة في كل مشهد ظهر فيه، وجعل الجمهور يتذكره لأدواره وليس فقط لعدد الأعمال التي قدمها.
ظل المنتصر بالله محبوبًا من الجمهور لأكثر من ثلاثة عقود، واستطاع أن يحافظ على شعبيته رغم ابتعاده لفترات بسبب المرض، مما يدل على قوة تأثيره الفني.


