محامي أشرف مروان لـ القاهرة 24: ما كشفته إسرائيل تثبيت للحقيقة التي دافعنا عنها دائما
أشرف مروان، الاسم الذي يتكرر الحديث عنه بشكل لا ينقطع منذ أكثر من 50 عامًا، حديث ممزوج بالصدق والحق والعرفان من بلاده ووطنه مصر التي دافع عنها وساهم في نصرها، وحديث كان دائما ممزوج بالادعاءات الكاذبة والهروب من الحقيقة والفشل، ولصق عبارات الجاسوسية باسم الراحل من قبل إسرائيل، التي كانت تلقبه بـ “الملاك” الذي خدم تل أبيب، وهذا عكس الحقيقة التي تقول، إن مروان كان رجلًا مصريًا وطنيًا بشكل لا يقبل الشك.
وفي سبتمبر 2023، بالتزامن مع الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر، أفرجت إسرائيل عن وثائقها السرية الخاصة بالحرب، ونشرت تفاصيل جديدة ادعت أنها تتعلق بملف أشرف مروان، والتي تضمنت نشر تفاصيل مستندات ومحاضر اجتماعات وصور بين الضباط الإسرائيليين ومروان، الذي كان يوصف بالملاك، زاعمة أنه قدم أخبارا ذهبية لإسرائيل خاصة مع تقدم الحرب، وهو ما أعلنه حينها رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد بارنياع.
حينها، تواصلنا على الفور مع أمجد سلفتي، محامي الراحل أشرف مروان، والذي أكد لنا حينها أن إسرائيل ما زالت حتى الآن غير متعايشة مع هزيمتها أمام الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، وتحاول أن تبرر خسارتها من خلال البروباجندا الإعلامية ونشر وثائق ومعلومات بشأن الحرب لمحاولة التقليل من الانتصار المصري في حرب أكتوبر والتشكيك في الرموز المصرية، وأن مروان لم يكن يعمل أبدًا لحساب إسرائيل ولم يعمل لصالح أي دولة سوى مصر فقط، وأنه كان بطلًا مصريًا لعب دورا استخباراتيا وأمنيا هامًا.
واليوم، تعود إسرائيل برواية جديدة، مغايرة للرواية السابقة، وهي التحقيق الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، والذي يثبت كذب وادعاءات إسرائيل بحق أشرف مروان طوال العقود الماضية، بناء على وثائق ومعلومات وشهادات ضباط استخبارات إسرائيليين، لتخرج الصحيفة بنتيجة واحدة من التحقيق تقول، إن مروان كان رأس الحربة في خطة الخداع الاستراتيجي المصرية لإسرائيل في حرب أكتوبر 1973.
وبعد ظهور رواية إسرائيلية جديدة، كان يجب علينا التأكيد على ما تم نشره من قبل بحق الراحل أشرف مروان ووطنيته، لذلك تحدثنا للمرة الثانية مع أمجد سلفتي، محامي أشرف مروان، للتعليق على الرواية الإسرائيلية الجديدة.
أشرف مروان كان جنديا يدافع عن حق مصر
ويقول سلفتي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن الرواية الإسرائيلية الجديدة تثبيت للحقيقة التي دافعنا عنها دائما، فلم يكن هناك أدنى شك بأن الدكتور أشرف مروان كان جنديا يدافع عن حق مصر واسترجاع أراضيها من الاحتلال الغاشم.
وحول قدرات مروان الخاصة وكيفية خداعه للإسرائيليين، يضيف سلفتي: كان مروان يمتلك قدرات خاصة بالإقناع والتكتم والحصول على ثقة الآخرين حتى خصومه، ولكن كان أيضا يمتلك جرأة منقطعة النظير باختراقه ولقائه رأس الهرم الأمني والاستخباراتي الإسرائيلي آنذاك في لندن.
وأكد محامي مروان: إسرائيل تحاول دائما أن تضعف ثقة الشعوب العربية بأنفسهم وإمكانياتهم بزرع الشك والتخوين بقلوب الشعب العربي وبضرب الأسافين بينهم وبين قيادتهم لكنها هذه المرة لم تمتلك الأدلة الدامغة وبقيت هذه الرواية ضعيفة وكان لا بد أن يأتي يومًا تتسرب معلومات ووثائق تكشف عن زيف هذه الرواية.
وحول وجود أي جدال قانوني أو خلافات حول الادعاءات الإسرائيلية بحق مروان، يختتم محاميه: كان الجدل إعلاميًا أكثر منه قضائيًا، ولكن محكمة الطب الشرعي في لندن تعرضت لهذه المسألة عندما طلب منها تحديد سبب وفاة الراحل، وأعتقد أنه من الممكن الآن إعادة فتح هذا الملف حيث أنه بات واضحا أن موته لم يكن أبدا لأنه أراد أن ينتحر.
