قبل القمة 131 | من المدرجات إلى الشاشة.. السينما المصرية توثق أقوى ديربي في الوطن العربي بين الأهلي والزمالك
مع اقتراب موعد القمة رقم 131 بين فريقي الأهلي والزمالك يوم الإثنين 29 سبتمبر الجاري، تتجدد الحكاية التي تتعدى المستطيل الأخضر، وتضرب جذورها في قلب المجتمع المصري، ليس فقط من خلال تشجيع جماهيري صاخب، بل أيضا من خلال الفن والدراما والسينما التي لم تفوت فرصة لتوثيق هذا الصراع الكروي الممتد لعقود.
فالسينما المصرية، كونها مرآة المجتمع، لم تكن بمنأى عن هذا الديربي، بل لعبت دورا في توثيق انفعالاته، وعكست أثره على العائلات والشوارع والحارات، بل وعلى النفسية العامة للمواطن المصري.
ديربي الوطن العربي.. الأهلي والزمالك
منذ عقود، رصدت الأفلام المصرية تجليات هذا الصراع الكروي، سواء بشكل مباشر أو كخلفية درامية للقصص الاجتماعية والإنسانية. في بعض الأحيان كان الصراع الكروي مجرد ملمح، وفي أحيان أخرى كان هو المحرك الأساسي للأحداث.
فيلم غريب في بيتي 1982 “شحاتة أبو كف”
دارت أحداثه حول لاعب صاعد يدعى شحاتة أبو كف ينضم إلى نادي الزمالك، ويجد نفسه وسط أجواء مشحونة بالضغوط الجماهيرية والإعلامية، إلى جانب صراعات داخلية داخل النادي، وتلميحات قوية إلى التوتر بين الأهلي والزمالك، وهو بطولة نور الشريف، سعاد حسني.

فيلم رجل فقد عقله 1980 “الأهلي حديد”
دارت أحداثه حول أحمد سعد أحد رجال الأعمال الكبار والذي يملك علاقات نسائية كثيرة ويبرر لأولاده السبب في ذلك بأن زوجته فهيمة تهمل في نفسها ولا تحاول أن تتزين له وتهتم بمنزلها فقط، يتعرف أحمد على الفنانة سوزي فيغدق عليها من أمواله ويعدها بالزواج، يعلم ابنه زكي وهو لاعب كرة مشهور باسم زيزو في النادي الأهلي، هذا الموضوع فيضحي بنفسه ويتزوجها حرصًا على استقرار المنزل ويتخلى عن خطيبته كامليا، وهو بطولة: عادل إمام، فريد شوقي، إكرامي، كريمة مختار، سهير رمزي

الزمهلاوية 2008.. الديربي كما لم ير من قبل
بطولة: صلاح عبد الله، عزت أبو عوف، بشرى، وظهور خاص لعدد من نجوم الكرة مثل خالد بيبو، عمرو زكي، ومحمد شوقي، وغيرهم.
تدور أحداث الفيلم حول عائلتي شحاتة حسين وسليم أبو نواس (صلاح عبدالله وعزت أبو عوف)، والذي ينتمي أحدهما لنادي الزمالك، والآخر لنادي الأهلي، وبين كل من العائلتان الكثير من المشاعر العدائية بسبب تعصبهما الشديد لانتماءاتهما الكروية، حتى ينقلب الأمر رأسًا على عقب حين تقع عبير ابنة أبو نواس (بشرى) في حب حسن ابن شحاتة (أحمد عزمي)، مما يضع قصة الحب هذه أمام عقبة التعصب الكروي.

يعد فيلم الزمهلاوية أقرب عمل يجسد أعنف ديربي مصري، لأنه لا يتناول فقط أثر المباراة، بل يظهر الشقاق العائلي، والتعصب الجماهيري، والتحفز النفسي الذي يسبق اللقاء.
الفيلم لا ينحاز لأي من الفريقين، لكنه يرصد كيف يعيش المصريون المباراة كما لو كانت معركة وطنية، ويظهر تأثير الكرة على تفاصيل الحياة اليومية من تربية الأبناء إلى علاقات الجيرة وحتى التوزيع الطبقي في المجتمع.
في النهاية، يختتم فيلم الزمهلاوية رسالته بتحذير صريح من مخاطر التعصب الكروي المفرط، مؤكّدًا على أن كرة القدم في جوهرها لعبة تهدف إلى التسلية والتواصل بين الناس، وليس لزرع الفُرقة والشحناء بين الأفراد.
ودعى الجمهور في نهايته إلى تبني الروح الرياضية والاحترام المتبادل بين مشجعي الأهلي والزمالك، مشيرًا إلى أن الانتماء الحقيقي يبدأ بالاحترام والتسامح، لا بالصراع والخلافات التي قد تؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية.
كما تناولت السينما المصرية العديد من الأعمال التي عكست بأشكال مختلفة جوانب الصراع بين الأهلي والزمالك، سواء من خلال القصص المباشرة أو المشاهد التي تعبر عن التعصب الكروي وتأثيره على المجتمع، مما يؤكد أن هذا الصراع جزء أساسي من الوجدان الثقافي للمصريين.


