أنا عارف مصيري.. علاء مصاب بالورم والشلل النصفي ويناشد المسؤولين: نفسي أطمن على عيالي
في قرية شطورة التابعة لمركز طهطا شمال محافظة سوهاج، يرقد الشاب علاء محمد، البالغ من العمر 36 عامًا، على فراش المرض، بينما تنهشه الآلام الجسدية والنفسية بلا رحمة، ومنذ عامين تبدلت حياته رأسًا على عقب بعدما أصيب بشلل نصفي وسرطان في العمود الفقري، مع تورم شديد بالبطن، إضافة إلى فقدانه السيطرة على الإخراج والتبول، وفقًا لما أكدته التقارير الطبية الصادرة بشأن حالته.
شاب مصاب بسرطان وشلل يناشد المسئولين بسوهاج
علاء، أب لثلاثة أطفال، يعيش مأساة حقيقية، لا تنحصر فقط في صراعه مع المرض، بل في صعوبة توفير العلاج وقوت يومه، يقول بصوت مكسور: أنا عارف مصيري ميت ميت، بس نفسي قبل ما أموت أطمن على عيالي، مضيفًا أنه بلا وظيفة ولا معاش، ورغم محاولاته المتكررة للحصول على دعم من برنامج تكافل وكرامة، إلا أن طلباته كانت تقابل بالرفض في كل مرة، بل وحتى طلبه لاستخراج كارت الخدمات المتكاملة تم رفضه أيضًا.
توقّف علاء مؤخرًا عن الذهاب إلى معهد الأورام في سوهاج، حيث كان يُجري عملية سحب للماء من بطنه كل ستة أيام، بسبب عدم قدرته على تدبير 700 جنيه وهي تكلفة المواصلات فقط، ومع تدهور حالته، لم يعد قادرًا على النوم مستلقيًا، إذ يضطر لقضاء ليله جالسًا على كرسي، لا يغفو إلا بعد تناول أقراص منومة، قد لا تتوفر في كثير من الأحيان.
الأسرة التي تتكون من زوجته وأبنائه الثلاثة، بالإضافة إلى والده ووالدته، تعيش في منزل طيني بسيط مساحته لا تتعدى 70 مترًا، يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، ويخشى سكانه من العقارب والجرذان، ولا يملكون حتى دولابًا لحفظ ملابسهم.
وسط هذه الظروف القاسية، يعتمد علاء بشكل كامل على والده المسن البالغ من العمر 70 عامًا، والذي يعاني هو الآخر من أمراض مزمنة كالضغط والسكر، ويتخلى عن شراء أدويته ليتمكن من توفير علاج ابنه المريض، بينما تتجول والدته في الأسواق يوميًا لبيع الخضار، بحثًا عن لقمة عيش بالحلال.
شقيق علاء أكد أن ما يتحصل عليه شقيقه من مساعدات أهل الخير لا يكفي لإعالة أسرته، مشيرًا إلى أنه هو الآخر يعول أسرة مكونة من 5 أطفال ولا يستطيع مد يد العون إلا بالقليل، وقال: علاء ماعندوش دخل ثابت، ولا بيقدر يشتغل، وكل اللي بيتحصل عليه لا يكفي حتى أكل ولاده.
أما والدة علاء، فتروي بمرارة سهرها بجوار ابنها وزوجته كل ليلة، محاولة تهدئة آلامه التي لا تهدأ، وتؤكد انها تقوم ببيع الجرجير في الاسواق من أجل الانفاق علية وعلاجة، وتناشد المسؤولين أن ينظروا إلى حال ابنها بعين الرحمة، وتطالب بتوفير علاج مناسب له، ودخل ثابت يمكن من خلاله إعالة أسرته، قائلة: "ابني ما بينامش الليل، ونفسي أشوفه مرتاح قبل ما أموت، هو وزوجته وعياله مش لاقيين ياكلوا".
علاء وأسرته يناشدون الحكومة والمسؤولين، وعلى رأسهم وزارة التضامن الاجتماعي، ومحافظ سوهاج، بإعادة النظر في ملفه وضمّه إلى برنامج تكافل وكرامة، واستخراج كارت الخدمات المتكاملة له، وتوفير دخل شهري ثابت يساعده على العلاج والإنفاق على أبنائه وتعليمهم، فضلًا عن دعمهم في ترميم منزلهم المتهالك ليصبح مأوى آمنًا يليق بحياة كريمة.







