مركز التوحد في مطروح.. تكلف ملايين الجنيهات وخدمة محدودة لا تليق بالمواطنين
على الرغم من تخصيص ملايين الجنيهات لإنشاء وتجهيز مركز التوحد بمحافظة مطروح، إلا أن الواقع المؤلم يكشف عن خدمات محدودة، وكفاءة لا ترقى لتطلعات أسر الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة الانتظار وسندان ضعف الإمكانيات.
يقع مركز التوحد في موقع استراتيجي داخل مدينة مرسى مطروح، ويبدو من الخارج كمبنى حديث متكامل، إلا أن الداخل يحكي قصة مختلفة.
قاعات خالية من الأجهزة، نقص في الكوادر المتخصصة، وغياب البرامج التأهيلية المتقدمة التي يحتاجها الأطفال.
يقول أحمد والد طفل يبلغ من العمر 6 سنوات مصاب بالتوحد لـ القاهرة 24 : انتظرنا سنوات لافتتاح المركز، وفرحنا لما سمعنا عن الميزانية الكبيرة المخصصة له، لكن لما جينا لقيناه أقرب لمكان إداري فاضي من إن يكون مركز تأهيلي حقيقي.
ميزانية بملايين الجنيهات..والنتيجة صادمة
ووفقًا لمصادر رسمية، تم تخصيص ملايين الجنيهات لإنشاء المركز، وتشمل التجهيزات، والأجهزة، وتدريب العاملين.
لكن الأسر تتساءل: أين ذهبت تلك الأموال؟
توضح فاتن أخصائية تربية خاصة سابقة من خلال ما أثير عنه، أن أجهزة التنمية المهارات غائبة، البرامج العالمية غير مفعلة، وحتى جلسات التخاطب تتم بشكل عشوائي بدون خطة فردية لكل طفل، بسبب ضعف الخدمات داخل المركز، وتضطر الكثير من الأسر إلى اللجوء للمراكز الخاصة، التي تصل تكلفة الجلسة الواحدة بها إلى أكثر من 200 جنيه، وهو ما يمثل عبئًا كبيرًا على الأسر متوسطة ومحدودة الدخل.
تقول نجلاء والدة طفل في عمر 5 سنوات: المركز الحكومي المفروض يخفف عنا، لكن إحنا بندفع في الخاص رغم ظروفنا الصعبة، عشان مستقبل ولادنا مش مستحمل تأخير غياب الرقابة والمتابعة، وتشير تقارير محلية إلى غياب واضح للدور الرقابي من قبل مديرية التضامن الاجتماعي والجهات المعنية، مع ضعف المتابعة الدورية لأداء العاملين داخل المركز، وغياب آليات التقييم الفعّالة.
الأمل في تدخل عاجل
ويطالب الأهالي بسرعة التدخل من الجهات المسؤولة، وإعادة تقييم وضع المركز بالكامل، مع إشراك منظمات المجتمع المدني، وخبراء التوحد، لضمان تقديم خدمة تليق بالأطفال وتعيد الأمل لذويهم.
لقد قامت الدولة بدورها وفقا لاستراتيجية القيادة السياسية، للاهتمام بذوي الهمم وتم توفير كل الموارد والتجهيزات وتبقي فقط مسئولية الإدارة السليمة التي تحقق حياة كريمة وتنمية لقدرات لهولاء الأطفال، وعلى مدار عدة سنوات لا جديد سوي شكاوي بلا حلول جذرية أو إدارة قادرة على استقرار وإنجاح هذا المركز.
كل يوم يمر بدون تأهيل فعال هو خسارة لطفل ممكن يتغير مستقبله لو اتقدم له الدعم الصحيح في الوقت المناسب، وهذه رسالة وجهها الأهالي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
مركز التوحد في مطروح.. ملايين الجنيهات وخدمة محدودة لا تليق









