من التنبؤات إلى صناعة الثقافة.. قصة توقعات مسلسل عائلة سمبسون بعد 37 موسمًا
بعد أكثر من ثلاثة عقود على انطلاقه، ما يزال مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي عائلة سمبسون حاضرًا في المشهد الثقافي، وإن اختلفت مكانته لدى المشاهدين. فبينما يرى البعض أنه فقد بريقه مقارنةً بـالعصر الذهبي في تسعينيات القرن الماضي، يؤكد نقّاد وباحثون أن نجاحه لم يكن في التنبؤ بالمستقبل كما يُشاع، بل في المساهمة في تشكيل الثقافة المعاصرة، وذلك وفقًا لما نشر في independent.
قصة توقعات مسلسل عائلة سمبسون بعد 37 موسمًا
بدأ المسلسل عام 1987 كسلسلة قصيرة ضمن برنامج The Tracey Ullman Show قبل أن يتحول إلى عمل مستقل عام 1989، ليصبح لاحقًا أطول مسلسل كوميدي متحرك في تاريخ التليفزيون الأمريكي، ومثل العمل ثورة في عالم الكوميديا، بفضل مزجه بين الرسوم المتحركة والطرح الاجتماعي والسياسي الساخر.
وكان المسلسل مختلفًا عن أي عمل تليفزيوني سابق، إذ وفّر مساحة أوسع للخيال والفكاهة البصرية. شخصية بارت سيمبسون، التي جسدت روح التمرد لدى جيل الشباب في تسعينيات القرن الماضي، أثارت جدلًا حتى على مستوى الحكومة الأمريكية، بينما حملت حلقات أخرى رسائل اجتماعية عميقة مثل نقد الطبقية أو رهاب المثلية.
ويرى النقاد أن المسلسل لم ينجُ من التغيرات؛ إذ أدى الانتقال إلى الأسلوب الرقمي واعتماد ضيوف الشرف بشكل مفرط إلى فقدان بعض من سحره الأصلي، ومع ذلك، يبقى تأثيره ممتدًا في الثقافة الشعبية والإعلام الرقمي، من الميمات الساخرة إلى النقاشات الإلكترونية، ليؤكد أن عائلة سمبسون لم يتنبأ فقط بما سيحدث، بل ساهم فعليًا في رسم ملامح الحاضر.


