قصة شاب كفيف بالمنيا.. أبانوب يحمل الأسمنت يوميًا ليساعد أسرته ويحلم بأن يكون مذيعًا
من قرية صغيرة في محافظة المنيا، خرجت أكثر من قصة ملهمة لشباب تحدوا الإعاقة وتمسكوا بحلمهم في الحياة.
نفس القرية التي ينتمي إليها الطالب الكفيف شنودة، الذي يعمل حدادًا رغم فقدانه البصر، يخرج منها أيضًا أبانوب إبراهيم، شاب يبلغ من العمر 28 عامًا، فقد بصره منذ الصغر لكنه لم يفقد عزيمته ولا طموحه.
يقول أبانوب لـ القاهرة 24: "بشتغل باليومية في مصانع الأسمنت علشان أساعد نفسي وأهلي.. درست في مدارس النور للمكفوفين لكن مكملتش تعليمي، وبرغم كده نفسي أطلع مذيع".
ورغم صعوبة الظروف، يقطع أبانوب يوميًا رحلة طويلة من قريته في المنيا إلى القاهرة ليعمل في المعمار، موضحًا: "بنزّل 80 طن أسمنت في اليوم مقابل 350 جنيها، بغطّي بيهم الأكل والمواصلات واحتياجاتي البسيطة.. فضّلت أتعب وأشتغل عن إني أقعد وأمد إيدي لحد".
أبانوب، مثل شنودة ابن قريته، يثبت أن فقدان البصر ليس نهاية الطريق، بل بداية لاختبار قوة الإرادة.
فكل يوم يخرج للعمل متحديًا التعب والسفر، حاملًا على كتفيه هموم أسرته وأحلامه الشخصية.
ويضيف الشاب الكفيف: "أنا بناشد محافظ المنيا يوفرلي مشروع قريب من بيتنا أشتغل فيه أنا وأخويا بدل السفر اليومي، ونفسي أحقق حلمي وأكون مذيعا".
قصة أبانوب ليست مجرد معاناة يومية، لكنها شاهد حي على أن العزيمة تصنع المستحيل، وأن الإرادة أقوى من كل التحديات.


