الذهب عالميا يسجل مستوى قياسيًا جديدًا وتوقعات بمواصلة الصعود
سجّل سعر الذهب العالمي مستوى تاريخيًا غير مسبوق، مدفوعًا بتصاعد المخاوف من احتمال حدوث إغلاق حكومي في الولايات المتحدة، ما أضاف حالة من الضبابية بشأن التوجهات المستقبلية للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، قبيل قراره المنتظر بشأن أسعار الفائدة الشهر المقبل.
الذهب عالميا يسجل مستوى قياسيًا جديدًا وتوقعات بمواصلة الصعود
ووصل سعر الذهب، اليوم الثلاثاء، إلى ذروته التاريخية عند 3839.52 دولار للأونصة، بعد أن شهد ارتفاعًا في الجلسة السابقة، في أعقاب اجتماع بين كبار قادة الكونغرس والرئيس الأميركي دونالد ترمب، والذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل حكومي مؤقت، مما زاد القلق من احتمال حدوث إغلاق قد يؤخر صدور البيانات الاقتصادية الأساسية، التي يعتمد عليها المستثمرون لتقييم أداء الاقتصاد الأمريكي.
وفي هذا السياق، أعلنت شركتا نيو مومينت (Newmont Corp) وباريك ماينينغ (Barrick Mining Corp) – وهما من أكبر منتجي الذهب في العالم، عن تغييرات في قيادتهما أمس الإثنين، إذ جاء رحيل توم بالمر من نيو مومينت، المقرر في 31 ديسمبر، متوقعًا إلى حد كبير، في حين شكّلت مغادرة مارك بريستو من باريك مفاجأة للأسواق.
قفزة بنسبة 45% في 2025 وتوقعات بمواصلة الصعود
سجّل الذهب ارتفاعًا تجاوز 45% منذ بداية العام، محققًا سلسلة من القمم الجديدة، بدعم من الطلب المتزايد من البنوك المركزية واستئناف مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة خفض الفائدة.
ويتجه المعدن النفيس نحو إنهاء ثالث ربع سنوي على التوالي من المكاسب، في وقت بلغت فيه حيازات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب أعلى مستوياتها منذ عام 2022، وأعرب كل من "جولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" عن توقعات باستمرار الاتجاه الصعودي للذهب.
في الوقت ذاته، شهدت سندات الخزانة الأميركية ارتفاعًا يوم الإثنين، مدفوعة جزئيًا بالمخاوف من إغلاق حكومي مرتقب، وهو ما يدعم عادة أسعار المعادن الثمينة، في ظل تراجع العوائد. كما يسهم ضعف الدولار الأميركي في تعزيز جاذبية الذهب المقوّم به، نظرًا لأنه يصبح أرخص للمشترين في الخارج.
وكتبت نيكي شيلز، رئيسة استراتيجية المعادن في شركة "إم كي إس بامب" (MKS PAMP) ومقرها جنيف، في مذكرة بحثية: "غالبًا لا يتفاعل الذهب مع مفاوضات اللحظة الأخيرة بشأن الإغلاق الحكومي الأميركي، إلا أنه لم يشهد أيضًا سوقًا صاعدة قوية خلال فترات الإغلاق السابقة". وأضافت: "الذهب يعكس حاليًا توقعات بنمو ضعيف في الوظائف لشهر سبتمبر، إلى جانب بعض التهديدات بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة".
المعادن الثمينة الأخرى تواصل صعودها
أما المعادن الثمينة الأخرى مثل الفضة والبلاتين، فقد التقطت أنفاسها اليوم الثلاثاء بعد ارتفاعات حادة في الجلسة السابقة، وحققت الفضة والبلاتين مكاسب منذ بداية العام بنسبة 62% و76% على التوالي، نتيجة استمرار النقص في المعروض بعد سنوات من العجز في الإمدادات.
كما شهدت معدلات الإقراض – التي تعكس تكلفة اقتراض المعادن لفترة قصيرة – لكل من الفضة والبلاتين والبلاديوم، ارتفاعًا ملحوظًا، متجاوزة مستوياتها الطبيعية القريبة من الصفر، ما أثار مخاوف بشأن تراجع المخزونات المتاحة في لندن. وأسهمت التدفقات الكبيرة إلى صناديق المؤشرات المدعومة بهذه المعادن في تعزيز هذا الضغط.
