إيقاف أستاذ جامعي عن العمل بعد منعه لطالب إسرائيلي من دخول المحاضرات بجامعة كورنيل الأمريكية
أوقفت جامعة كورنيل بمدينة نيويورك الأمريكية أستاذًا يهوديًا معروفًا بمواقفه المناهضة لإسرائيل، بعد أن حاول منع طالب إسرائيلي من الالتحاق بمقرر دراسي يدرّسه حول غزة.
إيقاف أستاذ جامعي بسبب دعمه لغزة
ويتعلق الأمر بمقرر مثير للجدل بعنوان غزة، الأصالة، المقاومة، يتناول مفاهيم الاستعمار الاستيطاني والمقاومة والإبادة الجماعية في سياق الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
واشتهر الأستاذ، إريك تشايفيتس، وهو أكاديمي بارز في دراسات الشعوب الأصلية والاستعمار، بتصريحات لاذعة ضد إسرائيل ودافع عن حركة حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023، ووفق الجامعة، فقد اعترف بارتكاب خروقات لقوانين الحقوق المدنية الفدرالية ولمعايير التفاعل الأكاديمي، ولذلك أوقف عن التدريس في هذا الفصل الدراسي مع التوصية باتخاذ إجراءات تأديبية صارمة بحقه.
الواقعة بدأت حين أخطر تشايفيتس طالبًا إسرائيليًا مسجلًا في المقرر بأنه غير مسموح له بالمشاركة، ما دفع الأخير إلى تقديم شكوى رسمية أعقبتها إجراءات تأديبية.
وشددت الجامعة في بيان لها على التزامها بحماية الطلاب من التمييز، لكنها لم تكشف إن كان المقرر سيلغى نهائيًا أو ما إذا كان الأستاذ سيُفصل من منصبه.
تشايفيتس عاد لتدريس المقرر في الربيع الماضي رغم احتجاجات من منظمات يهودية وشخصيات عامة ورئيس الجامعة نفسه، كما يطرح المنهاج سردية تعتبر إسرائيل مشروع استعمار استيطاني ويستشهد بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي مطلع العام الجاري، الذي أشار إلى احتمال أن تكون بعض أفعال إسرائيل بمثابة إبادة جماعية.
إلى جانب المحاضرات، نظم تشايفيتس لقاءات مفتوحة خارج إطار الدروس، روّج فيها لمواقفه السياسية، وعزز مكانته كأحد أبرز الأصوات المناهضة لإسرائيل في الأوساط الأكاديمية الأمريكية، كما ارتبط بمنظمات مناهضة للصهيونية وشارك في فعاليات طلابية مؤيدة للفلسطينيين.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، نشر سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إسرائيل بأنها دولة إرهابية، ومقارنًا غزة بـ معسكر إبادة تديره إسرائيل، واتهمها بتسميم مصادر المياه الفلسطينية، كما وصف حماس بأنها حركة تحرر وتساءل ما إذا كان العنف الذي تمارسه يمثل استراتيجية عقلانية لمقاومة القوة الساحقة لإسرائيل.
وهذه التصريحات أثارت موجة غضب بين أعضاء هيئة التدريس ومنظمات يهودية، الذين حذروا من أن خطابه ومقرره الدراسي قد يشجعان على العداء لليهود في الحرم الجامعي.
القضية تأتي أيضًا في ظل انتقادات للجامعة بسبب تعاملها مع موجة اتهامات بمعاداة السامية، وضغوط متزايدة من الكونجرس والإدارة الأمريكية، فضلًا عن مفاوضات جارية مع إدارة ترامب حول استعادة مئات الملايين من المنح الفيدرالية التي جُمّدت على خلفية تلك الاتهامات.





