الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من مخاطر التريند والفتوى بغير علم

الجامع الأزهر
أخبار
الجامع الأزهر
الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - 12:20 م

عقد الجامع الأزهر أمس الاثنين اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) تحت عنوان: وسائل التواصل الاجتماعي.. رؤية فقهية، بحضور الدكتور محمود الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور علي مهدي، أمين سر هيئة كبار العلماء وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، وأدار الملتقى إسماعيل دويدار، رئيس إذاعة القرآن الكريم.

 

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند" والفتوى بغير علم

في بداية الملتقى أكد الدكتور محمود الصاوي أن الدعوة الأساسية للإسلام تقوم على التعارف الاجتماعي والتواصل الإنساني، للحفاظ على أصل الفطرة الإنسانية، مستشهدًا بقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"، موضحًا أن الاختلاف بين البشر ليس للتمييز وإنما للتكامل والتعارف. كما استشهد بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، مشيرًا إلى أن التواصل الإنساني جزء من الرسالة النبوية، لقوله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". وأكد أن الاندماج الاجتماعي من القيم التي حث عليها الإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم".

وأشار الصاوي إلى أن هناك أفعالًا بسيطة لكنها عظيمة في ميزان الله تعالى لما لها من أثر إيجابي في تنمية التواصل الإنساني، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة". موضحًا أن الدستور الذي وضعه النبي صلى الله عليه وسلم نظم العلاقات بين المسلمين وغيرهم، مع الحفاظ على الحقوق المتبادلة.

وشدد على ضرورة الحذر من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على نسيج المجتمعات، إذ تتضاعف خطورتها كلما استسلم الأفراد لساعات طويلة أمام هذه المنصات دون وعي أو تفكير، مما قد يؤدي إلى تشكيل وعي زائف لدى الشباب. ودعا إلى تبني ضوابط واضحة في التعامل مع المحتوى الرقمي، نشرًا أو استقبالًا، بما يضمن ترشيد الاستخدام وحسن استثمار الوقت والطاقات بصورة أكثر إنتاجية.

من جانبه قال الدكتور علي مهدي إن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أداة مهمة يمكن أن تكون بابًا للخير إذا أحسن استغلالها، لافتًا إلى أن ظهورها استدعى إصدار أحكام فقهية تنظم التعامل معها بالأمانة والصدق بعيدًا عن الخداع أو التضليل، مشددًا على خطورة الحسابات الوهمية والأسماء المستعارة أو الترويج للأفكار الغريبة.

وأضاف أن من المحرمات انتحال الشخصية أو الصفة الحقيقية لتحقيق مكاسب مادية أو معنوية، أو انتحال الرجل صفة امرأة أو العكس بغرض التسلل إلى مجتمعات خاصة والتجسس عليها.

وأوضح مهدي أن أخطر الظواهر السلبية المرتبطة بوسائل التواصل هي ظاهرة "الترند"، التي تسهم في سرعة انتشار الشائعات والأكاذيب وتشويه المفاهيم وتطبيع العنف، ما يؤثر سلبًا على العقل الجمعي وسلوكيات الأفراد. وحذر من نشر الفتاوى دون علم أو تحقق من صحتها، لما يترتب على ذلك من ضلالات ومفاسد، مؤكدًا أن الفتوى لا بد أن تقتصر على أهل الاختصاص، مستشهدًا بما روي عن الإمام مالك الذي كان يتأنى في الفتوى ولا يجيب إلا فيما تيقن منه.

يُذكر أن الملتقى الفقهي يُعقد كل يوم اثنين في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وبتوجيهات من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، بهدف مناقشة القضايا الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقًا للشريعة الإسلامية.

تابع مواقعنا