الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

النار خطفت مراتي والبيت.. زوج ضحية حريق في بورسعيد يروي المأساة ويناشد التضامن | فيديو

زوج السيدة المتوفاة
محافظات
زوج السيدة المتوفاة بحريق بورسعيد
الثلاثاء 30/سبتمبر/2025 - 01:30 م

سيطر الحزن والوجع على أسرة السيدة الراحلة نورا محمد علي، التي لقيت مصرعها في الحريق المروع الذي اندلع مؤخرًا بشارع طولون والحميدي في حي العرب بمحافظة بورسعيد، حيث تحولت لحظة عادية من يومهم إلى مأساة قلبت حياة الأسرة رأسًا على عقب.

زوج ضحية حريق بورسعيد يروي المأساة ويناشد التضامن

الحريق الذي التهم أربعة منازل لم يترك فقط جدرانًا متفحمة وأثاثًا رمادًا، بل ترك أسرة بلا أم، وزوجًا مكلومًا يبحث عن بصيص أمل وسط الركام، وأربعة أطفال تائهين بلا سند.

لحظة الانفجار

يروي الزوج أحمد تفاصيل ما حدث وهو يختنق بكلماته: كنت في الكشك أشتغل عادي، لقيت حد بيقولي جري على بيتك، في حريقة.. جريت وكنت مصدوم من المنظر، النيران طايرة لفوق وأنا مش عارف أعمل إيه، حاولت أخش، النار كانت مانعة، طلعت على السطوح أنادي على مراتي، لكن النار كانت أسرع من كل حاجة.."، ويضيف بصوت منكسر: "ابني قاللي ماما جوه، قولتله خلاص ماما راحت.. كنت شايف حياتي بتتحرق قدامي ومش قادر أنقذها."

سند البيت الذي رحل

لم تكن نورا مجرد زوجة، بل كانت السند الحقيقي لأسرتها، تعمل بأحد المستشفيات لمساعدة زوجها في تربية أبنائهما الأربعة، وتواجه معه أعباء الحياة الثقيلة، يقول أحمد: "مراتي كانت الضهر.. عمر الواحد ما يحس بقيمة مراته غير لما تروح منه.. كانت صوّامة قوامة، بتحب القرآن، وكل حياتها لأولادها.."، رحلت الأم فجأة، تاركة وراءها أربعة أطفال ولدَين وبنتَين بلا حنانها ولا رعايتها، وزوجًا مكسورًا يواجه مصيرًا مظلمًا.

بيت تحوّل إلى رماد

لم يتوقف الخسار عند فقدان الزوجة، بل امتدت النيران لتأتي على كل ما تملكه الأسرة من شقة وأثاث وأجهزة، تاركة المنزل أطلالًا. يقول الزوج بأسى: "الشقة كلها راحت.. العفش والمحتويات والذكريات.. حتى المرتبة اللي لقيتها تحتها كانت آخر حضن لمراتي."، واليوم يعيش أحمد وأطفاله وسط أنقاض منزلهم، رافضين مغادرته رغم الخراب، كأن المكان يحمل بقايا روح الأم.

مناشدة بالتعويض

رغم حضور عدد من نواب المحافظة وتأكيد المسؤولين من التضامن الاجتماعي أن الأسرة ستحصل على التعويض اللازم، فإن أحمد يؤكد أنه حتى الآن لم يتسلم أي شيء، قائلًا: "أنا عارف إن مفيش فلوس الدنيا تعوضني عن مراتي، لكن أنا ببص لعيالي الأربعة.. محتاجين أمان، محتاجين بيت يعيشوا فيه بعد اللي حصل."

انتظار دعم الدولة

أحمد يضع أمله في الدولة وأجهزتها المعنية، قائلًا: "أنا واثق إن مصر عمرها ما بتسيب ولادها، ومستني التضامن يساعدني ويقف جنبي، علشان أقدر أرجّع لولادي إحساس الأمان بعد ما فقدوا أمهم وبيتهم."

هذه القصة ليست مجرد حريق عابر، بل جرح مفتوح في قلب أسرة بورسعيدية، تنتظر أن تمتد إليها يد الدولة لتعويض ما يمكن تعويضه، وإن كان لا شيء في الدنيا سيعيد الأم أو يمحو الألم.

تابع مواقعنا