أسباب حرب أكتوبر 73 بالتفصيل.. دور اللغة النوبية في ملحمة النصر العربي
نقدم أسباب حرب أكتوبر، حيث تحل علينا الذكرى الـ52 لحرب أكتوبر المجيدة، وتعد نقطة تحول مفصلية في تاريخ مصر والعرب، فهي لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل ملحمة عربية متكاملة انتهت باستعادة الكرامة والثقة، وقد جاءت الحرب نتيجة مجموعة من الأسباب السياسية والعسكرية والاستراتيجية، أبرزها تعنت إسرائيل ورفضها الانسحاب من الأراضي المحتلة، وفشل جميع المفاوضات التي سعت إليها مصر لاستعادة أراضيها بالطرق السلمية.
أسباب حرب أكتوبر
وحول أسباب حرب أكتوبر، فإنها تعود جذور الحرب إلى ما بعد هزيمة 1967، عندما احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية، حيث حاولت مصر عبر قنوات دبلوماسية عدة، خاصة في مفاوضات سويسرا عام 1968، التوصل إلى تسوية سلمية لاستعادة الأراضي المحتلة، لكنها قوبلت برفض إسرائيلي قاطع.
قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق والمستشار بالأكاديمية العسكرية، إن الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية كانت تمثل تهديدًا مستمرًا لمصر وسوريا، مما دفع الدولتين إلى التخطيط المشترك لشن هجوم مفاجئ.
وأضاف في أحد الندوات، أن بين الأسباب أيضا الدعم الدولي الكبير الذي كانت تحظى به إسرائيل من الولايات المتحدة عسكريًا واقتصاديًا، والشعور العربي العام بالظلم والرغبة في استعادة الأراضي المغتصبة، بجانب التضامن العربي الواسع الذي تجسد في تقديم الدعم العسكري والمادي لمصر وسوريا من مختلف الدول العربية.
كما أشار إلى أسباب النصر تعود إلى إيمان المحارب المصري بالقضية، والسرية التامة، وتحقيق الخداع الاستراتيجي، كانت من أهم عوامل النصر، موضحا أن شعار المعركة كان «إما النصر أو الشهادة»، فأن صلابة الجبهة الداخلية لعبت دورًا محوريًا في الانتصار.
وأوضح أنه بين أسرار النصر استخدام اللغة النوبية كلغة شفرة خلال الحرب، فهي فكرة قدمها الجندي النوبي أحمد إدريس، حيث استعصى على العدو فكها، مما أربك الاتصالات الإسرائيلية وأسهم في تحقيق عنصر المفاجأة.

ملخص حرب أكتوبر
وحول ملخص حرب أكتوبر، فهي اندلعت في الساعة الثانية ظهرًا يوم السبت 6 أكتوبر 1973، بهجوم مفاجئ ومتزامن من القوات المصرية والسورية على الجبهتين الشرقية سيناء والشمالية الجولان، حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الحصين، أحد أقوى التحصينات العسكرية في العالم آنذاك، والتقدم داخل سيناء.
وفي الجبهة السورية، تقدمت القوات السورية في عمق هضبة الجولان، مما أحدث صدمة كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي لم يتوقع هجومًا في ذلك التوقيت.
واستمرت الحرب لمدة 18 يومًا، خاض خلالها الجيش المصري معارك بطولية أذهلت العالم، وأثبتت قدرة الجندي المصري والعربي على الانتصار رغم التفوق التكنولوجي والعسكري الإسرائيلي، وفي 22 أكتوبر، صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق النار، إيذانًا بانتهاء العمليات العسكرية.

نتائج حرب أكتوبر 1973 باختصار
وحول نتائج حرب أكتوبر 1973 باختصار، فقد أعادت حرب أكتوبر 1973 رسم ملامح الصراع العربي الإسرائيلي، وحققت نتائج سياسية وعسكرية مهمة، أبرزها:
- استعادة مصر سيادتها على جزء كبير من شبه جزيرة سيناء، تمهيدًا لتحريرها بالكامل لاحقًا من خلال مفاوضات السلام.
- استعادة سوريا أجزاء من هضبة الجولان، مما أعاد الأمل في إمكانية استعادة الأراضي العربية.
- تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وإثبات قدرة العرب على تحقيق النصر.
- إحياء الروح المعنوية لدى الشعوب العربية بعد نكسة 1967، وتعزيز الثقة في الجيوش العربية.
- اضطرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للتدخل لوقف الحرب وإعادة ترتيب أوراق المنطقة.
- وذهب الرئيس السادات إلى الكنيست الإسرائيلي في خطوة غير مسبوقة لترسيخ السلام من موقع القوة والانتصار.



