سوق الخميس بالعريش.. موروث شعبي يجمع التجارة والعلاقات الاجتماعية
في قلب مدينة العريش، تظل سوق الخميس واحدة من أبرز معالمها الشعبية، ووجهة ثابتة لأهالي شمال سيناء كل أسبوع، السوق التي تقام كل يوم خميس منذ عشرات السنين لم تكن مجرد مكان للبيع والشراء، بل أصبحت عادة اجتماعية وملتقى للأهالي من مختلف القرى والمناطق.
سوق الخميس بالعريش.. موروث شعبي يجمع التجارة والعلاقات الاجتماعية
مع الساعات الأولى من صباح الخميس، تبدأ الحركة في السوق؛ شاحنات محملة بالخضراوات والفواكه القادمة من المزارع، وأكشاك تعرض الطيور والمواشي، وبسطات ممتلئة بالملابس والأدوات المنزلية ورغم بساطة العرض، فإن الزائر يجد كل ما يحتاجه بأسعار أقل من المحال التجارية.
“أنا باجي هنا كل أسبوع عشان أشتري الخضار والفاكهة، الأسعار هنا أوفر والاختيارات أكتر”، هكذا قالت أم محمد، ربة منزل من حي الصفا.
أما أبو خالد، أحد التجار القدامى في السوق، فأكد أن السوق بالنسبة له ليست مجرد مصدر رزق، بل مكان يعرف فيه الناس بعضهم البعض: “هنا بنتقابل ونسأل على أحوال بعض، السوق مش تجارة وبس، ده عادة من زمان”.
بينما يرى محمود، شاب في العشرينات من عمره، أن السوق رغم أهميتها تحتاج إلى تطوير: “المكان بيبقى زحمة جدًا، ومفيش تنظيم للباعة، لو اتعملت خطة للتقسيم وتنظيم المرور هيكون أفضل”.
لا تقتصر السوق على البيع والشراء فقط، بل تعد نقطة لقاء بين الأهالي، كثيرون يعتبرونه فرصة لتبادل الأخبار والتهاني والتواصل الاجتماعي، حتى أن البعض يصفه بـ “ديوان مفتوح” يجمع كل أطياف المجتمع في مكان واحد.
ورغم مكانتها المميزة، تعاني سوق الخميس من بعض التحديات، مثل الازدحام وصعوبة المرور حوله، إضافة إلى نقص الخدمات الأساسية كأماكن للجلوس أو مواقف سيارات منظمة. لكن هذه المشكلات لا تمنع الأهالي من التمسك بزيارتها، باعتبارها جزءًا من تراث المدينة وهويتها.
