محافظ أسيوط يشارك في أمسية مصر بحضور البابا تواضروس الثاني: حدث تاريخي ورسالة روحانية
شارك اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، في أمسية مصر، بدير السيدة العذراء بدرنكة احتفاءً بزيارة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ضمن جولته الرعوية بالمحافظة، بحضور الأنبا يؤانس مطران أسيوط للأقباط الأرثوذكس ورئيس دير السيدة العذراء بجبل درنكة.
رسالة محبة وسلام من قلب الصعيد
انطلقت الأمسية بالسلام الجمهوري ثم ترانيم قدمها كورال الدير، أعقبها كلمة الأنبا يؤانس الذي رحب بالبابا مؤكدًا أن أسيوط، التي تحتضن على أرضها نقطتين من مسار رحلة العائلة المقدسة، تظل شاهدة على تاريخ مصر العريق ورمزًا للمحبة والسلام بين أبنائها.
وخلال كلمته، أعرب محافظ أسيوط اللواء هشام أبو النصر عن فخره بزيارة قداسة البابا، معتبرًا أنها حدث تاريخي ورسالة روحانية ووطنية تنبع من قلب الصعيد إلى العالم أجمع.
وأكد أن مشهد الحضور الكبير يعكس صورة مصغرة لمصر كلها، قائلًا: لو كان المكان يسمح، لرأينا الملايين من أبناء أسيوط يصطفون للترحيب بقداستكم، فهذا هو الوجه الحقيقي لمصر، وطن واحد يضم الجميع في نسيج متماسك.
وأشاد المحافظ بدور الكنيسة المصرية ورجالها عبر العصور في تعزيز قيم التسامح والإخاء، مؤكدًا أنها كانت ولا تزال شريكًا رئيسيًا في مسيرة الوطن، وركيزة أصيلة من ركائز الوحدة الوطنية، مشيرا إلى الدور الريادي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وما يقدمه من جهود جبارة في التنمية وحماية الوطن وترسيخ الأمن والاستقرار.
البابا تواضروس: مصر ستظل دائمًا نموذجًا فريدًا في التعايش والوحدة
من جانبه، عبر البابا تواضروس الثاني عن امتنانه لحفاوة الاستقبال، مشيرًا إلى أن مصر ستظل دائمًا نموذجًا فريدًا في التعايش والوحدة، وأن قوتها الحقيقية تكمن في تماسك شعبها، واستشهد البابا بتفرد مصر وتاريخها الممتد، قائلًا: الوطن كلمة تتكون من وفاء وطمأنينة ونعمة، وما يزيد من خصوصية وطننا أنه مصر، الأرض التي باركتها العائلة المقدسة، والتي تحتضن النيل والحضارة والآثار والتاريخ.
كما أشار وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط إلى تزامن هذه الزيارة التاريخية شهر الانتصارات واحتفالات نصر أكتوبر المجيد والذي تضافر فيه جميع المصريين أقباط ومسلمين في الدفاع عن تراب الوطن مؤكدًا رسالة السلام والمحبة التي تظهر في هذا التجمع الكبير بين كل أطياف المجتمع.
كما وصف نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي أن زيارة قداسة البابا وحفاوة الاستقبال في الكنائس الإيبارشيات يوضح أن الكنيسة جسد واحد وإن كانت في أماكن متفرقة مشيرًا إلى تكريم الإسلام للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح عيسى عليهما السلام.
واعتبر الأنبا توماس، أسقف القوصية، أن اجتماع كافة مؤسسات الدولة في هذه الأمسية يعكس أننا على قلب رجل واحد نسعى للتنمية والارتقاء بالإنسان المصري، موجهًا تحية تقدير للرئيس السيسي الذي يقود البلاد بثبات نحو الأمن والسلام.
اختتمت الأمسية بأجواء مليئة بالمحبة والود، لتؤكد من جديد أن مصر – أرض الحضارة والقداسة – ستظل عصية على التفرقة، قوية بوحدتها، راسخة بأبنائها، ومضيئة برسائل السلام التي تنطلق من قلب الصعيد إلى العالم.


