السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الرجل الذي تلاعب بالموساد وإسرائيل.. يديعوت أحرونوت تنشر وثائق جديدة عن أشرف مروان في سلسلة تحقيقات

القاهرة 24
سياسة
الجمعة 03/أكتوبر/2025 - 03:20 م

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الجزء الثاني من تحقيقها في ملحق "سبعة أيام"، والذي يكشف أن أشرف مروان، الملقب بـ"الملاك"، لم يكن أفضل جاسوس إسرائيلي على الإطلاق كما صُوِّر سابقًا، بل كان رأس حربة خطة خداع أدت إلى هجوم السادس من أكتوبر عام 1973.

وأثارت هذه الاكتشافات ردود فعل واسعة في إسرائيل ومصر، حيث نُشرت للمرة الأولى عدة وثائق من آلاف الصفحات ضمن الملفات السرية للرجل الذي تلاعب بالموساد وإسرائيل بأكملها.

معلومات مضللة لإسرائيل

وكشفت الصحيفة في تحقيق موسع عن تفاصيل جديدة تتعلق بأشرف مروان، الذي اعتبرته الاستخبارات الإسرائيلية لسنوات أهم عميل في تاريخ الموساد. غير أن الوثائق السرية التي أُفرج عنها مؤخرًا ترسم صورة مغايرة، مؤكدة أنه كان جزءًا من خطة خداع استراتيجية مصرية سبقت حرب أكتوبر 1973.

ووفقًا للتقرير، قدّم مروان معلومات مضللة للجانب الإسرائيلي، من بينها تأكيده أن الرئيس أنور السادات أجّل قرار الحرب حتى نهاية عام 1973، رغم علمه بأن ساعة الصفر قد حُددت بالفعل ليوم السادس من أكتوبر. هذه المعطيات ساهمت في بث حالة من الاطمئنان داخل القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، ما أدى إلى التقليل من شأن التحذيرات الأخرى التي سبقت اندلاع المعركة.

وأشار التحقيق إلى أن مروان نقل معلومات حساسة مباشرة إلى رئيسة الوزراء غولدا مائير ووزير الدفاع موشيه دايان عبر رئيس الموساد آنذاك تسفي زامير، الذي تحوّل إلى مشغله الشخصي وصلة الوصل المباشرة معه، في تجاوز لقواعد العمل الاستخباراتي.

دور محوري في الساعات الحاسمة

وبيّن التقرير أن مروان لعب دورًا بارزًا في الساعات الأولى من يوم الحرب، إذ أوصى بتسريب خبر استعداد الجيش المصري للهجوم عبر وسائل الإعلام العالمية بهدف إجهاض العملية، وهو ما تسبب في إضاعة وقت ثمين قبل اندلاع المعركة.

كما أورد التحقيق أن مروان قدّم توقيتًا مضللًا للهجوم، مؤكّدًا أنه سيجري قبيل غروب الشمس، بينما وقع الهجوم فعليًا عند الثانية ظهرًا، ما شكّل مفاجأة كاملة للجيش الإسرائيلي على جبهتي سيناء والجولان.

أداة خداع استراتيجية

وبحسب ما نشرته يديعوت أحرونوت، فإن "الملاك" كان السلاح الأبرز في عملية الخداع الاستراتيجية المصرية التي أوقعت إسرائيل في فخ الاطمئنان الكاذب، وأسهمت لاحقًا في التأثير على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار.

وأضافت الصحيفة أن بعض مسؤولي الموساد آنذاك شككوا في إمكانية تحول صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى عميل إسرائيلي حقيقي، إلا أن الكم الكبير من المعلومات التي قدّمها دون مقابل مالي أسكت الأصوات المشككة، ورسّخ الانطباع داخل تل أبيب بأنه "كنز استخباراتي" استثنائي.

وخلص التحقيق إلى أن الرواية المتداولة في إسرائيل منذ عقود حول أشرف مروان لم تكن دقيقة، وأن الوثائق السرية الجديدة تظهر أنه لم يكن الجاسوس المثالي كما رُوّج له، بل كان أداة خداع مصرية استراتيجية ساهمت في واحدة من أكبر المفاجآت العسكرية بتاريخ إسرائيل.

تابع مواقعنا