قبل افتتاحها للزيارة.. تعرف على أسرار مقبرة الملك أمنحتب الثالث في وادي الملوك
تستعد محافظة الأقصر بعد قليل، لاستقبال حدث أثري وسياحي بارز، يتمثل في افتتاح مقبرة الملك أمنحتب الثالث بوادي الملوك، وذلك بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأهيل التي استمرت لعدة سنوات، في إطار خطة وزارة السياحة والآثار للحفاظ على التراث الفرعوني وإتاحته أمام الزوار.
قبل افتتاحها للزيارة.. أسرار مقبرة الملك أمنحتب الثالث في وادي الملوك
تُعد مقبرة الملك أمنحتب الثالث، تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة، واحدة من أبرز وأهم مقابر وادي الملوك بالأقصر، حيث مثّلت نقطة تحول في طراز الدفن الملكي، بعدما اختار الملك أن يُخفي مدفنه بعيدًا عن الأنظار داخل مضيق جبلي قاحل، بدلًا من الجبانة المكشوفة المطلة على النيل كما فعل أسلافه.
المقبرة تتميز بتصميم معماري فريد، إذ يبدأ مدخلها المخفي خلف صخرة بارزة في الجبل بممر طويل يقود إلى حجرة ذات عمودين، تليها رواقان يصلان إلى حجرة الدفن الرئيسية التي تستند على ستة أعمدة ضخمة، ويتفرع من هذه الأروقة سبع حجرات إضافية، مما يعكس ضخامة تخطيطها الداخلي.
أما الزخارف الجدارية، فتكشف عن إبداع فني استثنائي؛ حيث كانت الجدران مغطاة بطبقة من الجص الملون، عُثر على بقايا منها تُظهر جودة فنية فاقت ما جاء في مقابر الملوك الذين تلوه، وقد خُصصت الرسومات لتصوير رحلة الشمس الليلية عبر اثنتي عشرة ساعة، وهي إحدى أهم العقائد الجنائزية في مصر القديمة.
إحكام إخفاء المقبرة، وطرازها المميز، وزخارفها البديعة، جعل منها نموذجًا يُحتذى به في دفن الملوك بعد أمنحتب الثالث، ومصدرًا ثريًا لفهم تطور الطراز الجنائزي والرمزية الدينية في عصر الدولة الحديثة.
