بسبب هيمنة الأزياء فائقة السرعة.. شي إن تثير الجدل في فرنسا | التفاصيل الكاملة
تصاعد الجدل في فرنسا حول توسع شركة الأزياء الصينية شي إن Shein، التي تستعد لافتتاح أول متاجرها الدائمة في البلاد رغم موجة انتقادات واسعة طالتها بسبب ممارساتها البيئية والعمالية.
شي إن تثير الجدل في فرنسا.. التفاصيل الكاملة
وحسب ما نشرته صحيفة ذا جارديان، فقد تعرضت الشركة لانتقادات شديدة مع افتتاح متجرها المؤقت في مدينة ديجون هذا الصيف، إذ كُتبت على جدران المبنى عبارات احتجاجية مثل شي إن تقتل والاستغلال والعبودية، ورغم ذلك أعلنت المجموعة مؤخرًا عن اتفاق مع Société des Grands Magasins SGM لافتتاح منافذ بيع داخل Galeries Lafayette في 5 مدن فرنسية، إضافة إلى متجر BHV في باريس.
من جانبها، اعتبرت إدارة غاليري لافاييت أن هذه الخطوة تنتهك اتفاقيات الامتياز المبرمة، مؤكدة أنها ستسعى لوقفها بسبب تعارض ممارسات شي إن مع قيمها، كما حذر اتحاد تجار الأزياء الفرنسي من أن التوسع الجديد سيؤدي إلى إغراق السوق بمنتجات رخيصة ومؤقتة.
ورغم توقيع أكثر من 270 ألف شخص على عريضة تطالب بحظر الشركة، فإن شي إن واصلت تحقيق نمو غير مسبوق، إذ سجلت أرباحًا صافية تجاوزت مليار دولار العام الماضي، مع طرح نحو 7200 منتج جديد يوميًا على منصتها الإلكترونية، وهو ما يعادل عشرات أضعاف منافسين مثل زارا وH&M.
مجلس الشيوخ الفرنسي
وفي ظل هذا التوسع، أقرّ مجلس الشيوخ الفرنسي مشروع قانون يستهدف تقليص هيمنة الأزياء فائقة السرعة، من خلال فرض ضرائب بيئية، وتشديد القيود على الإعلانات، وإلزام الشركات بالكشف عن سلاسل توريدها، لكن الجدل لا يزال قائمًا بشأن التمييز بين الموضة السريعة التقليدية ونظيرتها الفائقة، وسط اتهامات للمشرعين بمحاولة حماية الشركات الأوروبية من المنافسة الصينية.
ثقافيًا، يرى خبراء الموضة أن رفض شي إن في فرنسا لا يقتصر على مخاوف بيئية وأخلاقية فقط، بل يتعارض أيضًا مع تقاليد فرنسية قائمة على الجودة والاحتفاظ بالملابس لسنوات، ومع ذلك فإن جاذبية الأسعار المنخفضة وتنوع المقاسات منحا الشركة قاعدة جماهيرية واسعة، خاصة بين الشباب وذوي الدخل المحدود.
وتدافع شي إن عن نفسها مؤكدة أنها تعمل على معالجة الحالات المعزولة من الانتهاكات في سلاسل التوريد، فيما يتهمها منتقدون بأنها تكرس ثقافة استهلاك تقوم على الاستخدام السريع والتخلص الفوري من الملابس، مما يُفقد الموضة معناها وقيمتها العاطفية.
وبينما يستمر الصراع بين الإقبال الشعبي والرفض المؤسسي، تبقى شي إن رمزًا للتحول الجذري الذي يشهده عالم الأزياء، حيث يطغى الإنتاج السريع والاستهلاك اللحظي على قيم الاستدامة والإرث الثقافي.
