استطلاع رأي في واشنطن: 40% من اليهود يقولون إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة
أظهر استطلاع نشرته صحيفة واشنطن بوست، أن 61% من اليهود الأميركيين يرون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة، فيما يعتقد 40% أن أفعالها تنطبق على تعريف الإبادة الجماعية.
الحرب على غزة
وأشار التقرير إلى أن النتائج تعكس احتمال حدوث شرخ تاريخي في العلاقة بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل بعد عقود من الارتباط الوثيق بين الجانبين.
وبيّن الاستطلاع أن 68% من المشاركين منحوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقييمًا سلبيًا، فيما وصف نحو نصفهم أداءه بأنه سيئ، وهي زيادة بنسبة 20% مقارنة باستطلاع أجراه مركز بيو قبل خمس سنوات.
وأظهر الاستطلاع انقسامًا واضحًا داخل الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، إذ يؤيد 46% العملية العسكرية في غزة مقابل معارضة 48%، أما بين عموم الأميركيين، فإن نسبة التأييد لإسرائيل لا تتجاوز 32%.
وقالت الكاتبة جوليا سيدمان من واشنطن للصحيفة إن إسرائيل لم يكن أمامها خيار في البداية، لكن ما يجري الآن، بعد عامين، لا يمكن تبريره، فمستوى المعاناة الإنسانية لا يُحتمل”.
ورغم الانتقادات، يرى معظم اليهود الأميركيين أن وجود إسرائيل عنصر أساسي في الهوية اليهودية، إذ قال 76% إن بقاءها ضروري لمستقبل الشعب اليهودي، بينما أعرب 58% عن ارتباط ثقافي أو عاطفي باليهود في إسرائيل. وقال بوب هاس، مستشار أعمال من بنسلفانيا، إن وجود إسرائيل مهم لليهود، لكن سياسات حكومة نتنياهو لا تحمينا، لا في إسرائيل ولا في العالم.
وأظهر الاستطلاع انقسامًا سياسيًا حادًا: 80% من اليهود الجمهوريين يؤيدون الحرب على غزة، مقابل نصف المستقلين وثلث الديمقراطيين فقط. كما تبين أن الرجال أكثر ميلًا لتأييد إسرائيل من النساء، وأن ذوي التعليم العالي أقل دعمًا للحرب.
وتبرز فجوة جيليه لافتة؛ فبينما يشعر 56% من اليهود عمومًا بـ“ارتباط عاطفي” بإسرائيل، ينخفض هذا الرقم إلى 36% بين الفئة العمرية 18–34 عامًا، ونصف هؤلاء الشباب يعتقدون أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، مقارنة بثلث فقط من كبار السن.
وتمنح الانتقادات المتزايدة بين اليهود الأميركيين شرعية جديدة للقيادات الديمقراطية للتعبير عن مواقف أكثر انتقادًا لإسرائيل. ففي يوليو الماضي، صوّت معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لصالح مشروع يمنع بيع الأسلحة لإسرائيل، لكنه سقط بسبب معارضة الجمهوريين.
ويقود السيناتور بيرني ساندرز، وهو يهودي، الدعوات لتقييد المساعدات العسكرية لإسرائيل، كما دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إلى توسيع المساعدات الإنسانية لغزة وطالب في وقت سابق نتنياهو بالاستقالة.
وأُجري الاستطلاع بين 2 و9 سبتمبر على عينة من 815 يهوديًا أميركيًا من خلفيات دينية وثقافية مختلفة، بهامش خطأ يبلغ 4.7%. وعرّف 76% من المشاركين أنفسهم بأنهم يهود من حيث الديانة، و24% من حيث الهوية الثقافية أو العائلية.
وكانت جامعة كاليفورنيا في بركلي وجامعة روتشستر قد نشرتا الشهر الماضي استطلاعًا مماثلًا أظهر تراجعًا حادًا في تأييد الجالية اليهودية الأميركية للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث أيدها 31% فقط مقابل معارضة 58%، وأكد الباحثون أن النتائج تشير إلى اتجاه متواصل من التباعد العاطفي والسياسي بين اليهود الأميركيين وإسرائيل منذ اندلاع الحرب.
كما تناول الاستطلاع شعور اليهود في الأوساط الأكاديمية بتزايد التهديدات ضدهم وباستخدام تهمة معاداة السامية لأغراض سياسية داخل الولايات المتحدة، إذ قال 72% إنهم قلقون من تصاعد معاداة السامية في الجامعات، في حين عبّر 60% عن رفضهم لسياسات إدارة ترامب، معتبرين أنها حولت قضية مكافحة معاداة السامية إلى أداة سياسية.


