طائرات عسكرية.. ألمانيا تكشف تفاصيل حادث رصد مسيرات فوق مطار ميونخ
أكد تقرير، نشره موقع بيلد الألماني، أن الطائرات المسيرة التي تسببت في إغلاق مطار ميونيخ مساء الخميس والجمعة، تزامنًا مع احتفالات مهرجان أكتوبر، كانت طائرات عسكرية.
المسيرات وإغلاق مطار ميونخ
وكشف الموقع، أن الطائرات التي شوهدت تحلق فوق المطار كانت ذات طابع عسكري، فيما استؤنفت الرحلات الجوية تدريجيًا السبت، وسط استمرار تأثر آلاف الزوار بالتأخيرات.
وأدى ظهور الطائرات المسيرة لليوم الثاني على التوالي إلى إغلاق المطار مجددًا، حيث تم تحويل 23 رحلة قادمة وإلغاء 12 رحلة كانت متجهة إلى ميونيخ. وأعلن المطار في بيان على موقعه أن الحركة الجوية أُوقفت بسبب «رصد طائرات مسيرة غير مؤكدة»، في أحدث سلسلة من الحوادث التي تثير المخاوف الأمنية في أوروبا.
وأوضح المشغل أن أكثر من 6500 راكب تأثروا بالإغلاق، فيما أُلغيت أو أُجلت 46 رحلة مغادرة، مما تسبب في مزيد من الارتباك مع بقاء ألمانيا في حالة تأهب قصوى.
وجاءت الحادثة تزامنًا مع عطلة يوم الوحدة الألمانية، واحتفالات ميونيخ بالمرحلة الأخيرة من مهرجان أكتوبر فست الذي يجذب مئات الآلاف من الزوار يوميًا.
كما علّقت مطارات في الدنمارك والنرويج وبولندا رحلاتها مؤخرًا بسبب طائرات مجهولة، بينما وجّهت رومانيا وإستونيا أصابع الاتهام إلى روسيا، التي نفت بدورها هذه المزاعم.
وقالت الشرطة إن هناك رصدين مؤكدين لطائرتين مسيرتين في وقت متزامن قبل الساعة 11 مساء الجمعة، بالقرب من المدرجين الشمالي والجنوبي، مضيفة أن الطائرتين غادرتا المنطقة قبل تحديد هويتهما.
وكانت الحادثة الأولى مساء الخميس قد تسببت في إلغاء أكثر من 30 رحلة واحتجاز نحو 3000 راكب في المطار. وذكرت الشرطة أن الطائرات شوهدت خلال اليوم في مناطق قريبة من المطار، بينها بلدتا فريزينغ وإردين، حيث تقع قاعدة جوية تابعة للجيش الألماني. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن بعض الطائرات حلقت فوق هذه القاعدة، إلا أن الشرطة لم تؤكد ذلك.
ونُشرت مروحيات شرطة للبحث، لكن السلطات لم تتمكن من تحديد نوع أو عدد الطائرات المستخدمة.
ووصف وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت الحادث بأنه «جرس إنذار» بشأن التهديد المتزايد من الطائرات المسيرة، مؤكدًا أن «سباق التسلح بين التهديد والدفاع ضد الطائرات المسيّرة يزداد صعوبة»، وداعيًا إلى زيادة التمويل والبحث في هذا المجال على المستويين الوطني والأوروبي.
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لاتحاد الصناعات الجوية الألمانية ماري-كريستين فون هان إن الحادث يؤكد الحاجة الملحة لتطوير نظام دفاعي مضاد للطائرات المسيرة بالتعاون بين الحكومة والصناعة والجهات الأمنية.
ومن المقرر أن تصادق الحكومة الألمانية الأربعاء المقبل على تعديل قانوني يسمح للجيش بإسقاط الطائرات المسيرة عند الضرورة. كما طلبت وزارة الداخلية في ولاية بافاريا دعمًا من الجيش لتأمين المراقبة الجوية.
وتزايدت المخاوف في أوروبا عقب حوادث مشابهة في الدنمارك وإستونيا وبولندا، وسط تحذيرات من أن الحرب الروسية في أوكرانيا قد تمتد إلى داخل القارة.
وحذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن التوغلات الجوية الأخيرة تُظهر نية موسكو لتصعيد عدوانها ضد أوروبا.
وأفادت السلطات الألمانية بأن سربًا من الطائرات المسيرة حلق مؤخرًا فوق مناطق عسكرية وصناعية داخل البلاد. كما أعلنت بولندا عن العثور على أجزاء من طائرة روسية مسيرة بعد سقوطها في قرية بمركز البلاد، فيما أصيب منزل بأضرار جسيمة في منطقة أخرى إثر اصطدام إحدى الطائرات به.
ورفعت الدنمارك أيضًا حالة التأهب، وقالت رئيسة الوزراء ميته فريدريكسن إن روسيا هي «الدولة الوحيدة التي تشكل تهديدًا لأمن أوروبا».
في المقابل، نفت موسكو أي علاقة لها بالحادث، واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوروبا بإثارة «الهستيريا» لتبرير زيادة الإنفاق العسكري.
وفي حادث منفصل صباح الجمعة، رصد نظام المراقبة التابع للشرطة الفيدرالية الألمانية طائرة مسيرة على بُعد نحو 700 متر من مطار فرانكفورت، وتمكنت الشرطة من توقيف رجل كرواتي يبلغ 41 عامًا كان يتحكم بالطائرة، وبدأت التحقيقات لمعرفة دوافعه.


