مع تسجيل أعلى معدل إصابات.. تفشٍ جديد للحصبة يثير الجدل في أمريكا
سجلت السلطات الصحية في ولاية كارولينا الجنوبية الأمريكية تفشيًا جديدًا لمرض الحصبة، في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة ارتفاعًا قياسيًا في عدد الإصابات بالفيروس منذ أكثر من 30 عامًا.
مع تسجيل أعلى معدل إصابات.. تفشٍ جديد للحصبة يثير الجدل في أمريكا
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أعلنت وزارة الصحة العامة في ولاية كارولينا الأمريكية عن تأكيد 8 حالات إصابة جديدة في المنطقة العليا من كارولينا الجنوبية، وأوضحت أن جميع المصابين لم يتلقوا اللقاح المضاد للمرض ولم تكن لديهم مناعة مسبقة.
وقالت الدكتورة ليندا بيل، مديرة فرع البرامج الصحية بالولاية، إن مصدر العدوى في حالتين لا يزال غير معروف، مشيرة إلى احتمال اكتشاف مزيد من الإصابات خلال الأيام المقبلة، كما حثت السكان على عزل أنفسهم فور ظهور أي أعراض تتطابق مع الحصبة.
وتشمل أعراض المرض الحمى، والسعال، واحمرار العينين، وسيلان الأنف، يعقبها طفح جلدي يبدأ في الوجه قبل أن ينتشر إلى باقي الجسم، ويمتد عادة بين خمسة وستة أيام.
المراحل المبكرة من المرض
وحذرت وزارة الصحة من أن الفيروس ينتقل عبر الهواء ويمكنه البقاء نشطًا لمدة ساعتين بعد مغادرة الشخص المصاب للمكان، مؤكدة أن الحصبة شديدة العدوى، حتى خلال المراحل المبكرة من المرض، حيث يمكن للمصابين نقل العدوى قبل أربعة أيام من ظهور الطفح الجلدي.
وشددت الوزارة على أن التطعيم بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) يظل الوسيلة الأكثر فاعلية للوقاية، إذ تبلغ نسبة الحماية نحو 97%، ويوصى بإعطاء الأطفال جرعتين من اللقاح: الأولى بين عمر 12 و15 شهرًا، والثانية بين 4 و6 سنوات.
ووفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، بلغ عدد حالات الحصبة في الولايات المتحدة 1544 إصابة منذ بداية العام، وهو الأعلى منذ عام 1992، حين سُجلت 2126 حالة. وكان عام 1990 قد شهد ذروة الإصابات بأكثر من 27 ألف حالة.
ورغم أن البلاد تمكنت من خفض عدد الإصابات إلى أقل من 200 حالة سنويًا منذ عام 1997، فإن السنوات الأخيرة شهدت عودة الارتفاع المقلق في معدلات الإصابة، مع تسجيل ثلاث وفيات مؤكدة هذا العام.
وفي ولايات أخرى، أعلنت مينيسوتا عن تسجيل 18 حالة إصابة مؤكدة حتى الآن، فيما شهدت تكساس الغربية تفشيًا واسعًا مطلع العام شمل 762 حالة و99 حالة دخول للمستشفى، بالإضافة إلى وفاة طفلين، ويأتي هذا التفشي الأخير ليعيد الجدل حول أهمية التطعيمات الدورية في مواجهة الأمراض المعدية التي اعتُقد لفترة طويلة أنها أصبحت شبه منقرضة في الولايات المتحدة.


