بسبب مشكلات الصحة النفسية للموظفين.. أزمة جديدة تضرب بي بي سي البريطانية
كشفت بيانات بريطانية جديدة أن موظفي هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فقدوا أكثر من 20 ألف يوم عمل خلال العام الماضي بسبب مشكلات تتعلق بالصحة النفسية، مع تصاعد معدلات القلق والاكتئاب والتوتر داخل المؤسسة الممولة من أموال دافعي الضرائب، وفقًا لما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.
أزمة الصحة النفسية تضرب بي بي سي البريطانية
وبحسب الأرقام الصادرة بموجب طلب حرية المعلومات الذي تقدمت به صحيفة صنداي تلغراف، فقد سُجّل نحو 20،884 يوم إجازة مرضية لأسباب نفسية خلال العام المنتهي في مارس الماضي، ما يمثل خُمس إجمالي الغيابات المرضية في الهيئة.
ورغم ذلك، يُرجّح أن تكون الصحة العقلية للموظفين أسوأ مما تظهره الأرقام الرسمية، إذ لم تُفصح الهيئة عن أسباب أكثر من نصف أيام الغياب المسجلة، كما تسببت الأمراض الجسدية في غياب الموظفين لأكثر من 36 ألف يوم عمل في الفترة نفسها.
بلغ متوسط الإجازات المرضية للعامل الواحد في بي بي سي نحو 6.7 يوم سنويًا، وهو أقل من المتوسط الوطني البالغ 9.4 أيام، فيما لا تشمل هذه الإحصاءات القطاع التجاري التابع للمؤسسة، غير الممول من رسوم الترخيص العام.
ارتفاع معدلات الغياب عن العمل في بريطانيا
وفي سياق أوسع، تشهد بريطانيا ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات الغياب عن العمل، حيث وصل عدد الأسر التي لا يعمل فيها أي فرد بالغ إلى أكثر من 3 ملايين أسرة، وهو أعلى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2006، وتشير إحصاءات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) إلى أن 39.2% من هذه الأسر تعاني من المرض أو الإعاقة.
وقالت المتحدثة باسم بي بي سي إن مستويات الغياب داخل المؤسسة: تعكس ما يحدث في باقي أنحاء المملكة المتحدة»، مؤكدة أن رفاهية الموظفين أولوية قصوى، وأن الهيئة توفر مجموعة واسعة من التدابير الداعمة لمن يحتاجون إليها.
من جانب آخر، أظهرت البيانات أن العاملين في القطاع العام أكثر عرضة للغياب بسبب المرض بنسبة 60% مقارنة بالقطاع الخاص، إذ بلغت معدلات الغياب في القطاع العام 2.9% مقابل 1.8% في القطاع الخاص، وأوضح المكتب أن هذا الفارق يعود جزئيًا إلى طبيعة الوظائف العامة وتوافر مزايا الإجازات المرضية المدفوعة.
تحذيرات المعارضة البريطانية
في المقابل، حذّرت المعارضة البريطانية من أن ارتفاع معدلات المرض والبطالة يمثل إنذارًا أحمر للاقتصاد البريطاني، وقالت وزيرة العمل والمعاشات التقاعدية في حكومة الظل، هيلين واتلي، إن عدد المستفيدين بدأ يفوق عدد المنتجين، مضيفة أن هناك تكلفة بشرية وراء هذه الأرقام تتمثل في اعتماد الأسر على الإعانات وغياب القدوة العملية للأطفال.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إعانات المرض والإعاقة ارتفعت بمقدار 20 مليار جنيه إسترليني منذ جائحة كوفيد، لتصل إلى نحو 100 مليار جنيه بحلول عام 2030، مما دفع الحكومة إلى إطلاق برامج لتقليص الإنفاق الاجتماعي وتشجيع الشباب على العودة إلى سوق العمل من خلال ضمان الشباب الذي يوفر فرص عمل مدعومة للفئة العمرية بين 18 و21 عامًا.
