مصر تطرح رؤيتها لتطوير قطاع التعدين في أسبوع التعدين الإفريقي بكيب تاون
شارك الجيولوجي ياسر رمضان، رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية والصناعات التعدينية، في أسبوع التعدين الإفريقي في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا يومي 1-2 أكتوبر 2025، تحت شعار "من الاستخراج إلى الانتفاع: استغلال الثروة المعدنية الأفريقية".
أسبوع التعدين الإفريقي
وخلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان "من السياسة إلى الممارسة: تنفيذ رؤية مصر لإثراء المعادن"، استعرض رمضان 6 عوامل رئيسية تجعل مصر وجهة استثمارية واعدة في قطاع التعدين، وهي التركيبة الجيولوجية الفريدة التي تضم رواسب ضخمة من المعادن، الموقع الاستراتيجي لمصر الذي يربط إفريقيا وآسيا وأوروبا، ويوفر منفذًا مثاليًا للوصول إلى الأسواق العالمية، البنية التحتية القوية بما يزيد عن 180 ألف كم من الطرق، وعدد كبير من الموانئ للعمليات اللوجستية، الإصلاحات التشريعية والمالية.
ومن أبرزها نموذج الاستكشاف والاستغلال الجديد، الذي وفر شروطًا استثمارية تنافسية، المراجعة الجارية للرسوم التنظيمية لتتوافق مع المعايير العالمية، مع إطلاق جولات تراخيص جديدة تسمح للمستثمرين باستكشاف معادن متعددة بموجب ترخيص واحد، إلى جانب حزم حوافز وإعفاءات ضريبية.
وأكد رمضان أن العنصر البشري المصري يمثل ثروة حقيقية، وأن 97% من العاملين في منجم السكري أحد أكبر 10 مناجم ذهب في العالم الذي تديره شركة "أنجلو جولد" هم مصريون، ما يعكس توافر العمالة الماهرة والفنيين المتخصصين.
وأشار إلى أنه يجري الإعداد لتنفيذ مسح جوي شامل لأماكن تواجد المعادن بما يزيد من جاذبية نشاط الاستكشاف في مصر أمام الشركات وتيسير أعمالها، إضافة إلى إطلاق منصة رقمية متكاملة عام 2026 تُمكّن المستثمرين من التعرف على الفرص، التقديم على التراخيص، والحصول على البيانات الجيولوجية من منفذ واحد.
مصر تشارك في المائدة الوزارية للمعادن الإفريقية
كما شارك الجيولوجي ياسر رمضان في المائدة الوزارية المستديرة للمجموعة الاستراتيجية للمعادن الإفريقية.
وشهدت الجلسة مشاركة وزراء وقيادات من عدة دول إفريقية، من بينها سيراليون، الكونغو الديمقراطية، نيجيريا، أوغندا، وجامبيا، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص ومؤسسة التمويل الإفريقية ومؤسسة تشاتام هاوس.
وتركزت المناقشات على أولويات استراتيجية تهدف إلى دفع قطاع التعدين الإفريقي نحو التكامل، وذلك من خلال إنشاء مراكز إقليمية للتجهيز، وتبني ميثاق للدبلوماسية المعدنية الشفافة، كما شملت النقاشات ضرورة تأمين المعادن الحيوية واستخدام الحلول الرقمية والأنظمة الذكية.
وأكد رمضان أن تحقيق هذا التحول يتطلب تكاملًا إفريقيًا حقيقيًا في مجالات الاستكشاف والتجهيز، مع الاستفادة من التجارب الناجحة في القارة، مشددًا على أهمية الاستثمار في بناء القدرات البشرية لضمان توافر الأيدي العاملة القادرة على النهوض بالصناعات التعدينية، حيث دعا إلى إعداد قائمة موحدة للمعادن النادرة الإفريقية ورسم خطط صناعية لتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية لصالح شعوب القارة.
واتفق المشاركون على خارطة طريق مشتركة تهدف لتسريع تحول القارة من مجرد تصدير الخامات إلى بناء سلاسل قيمة إقليمية متكاملة وصناعات للقيمة مضافة، ما يعزز استقلالها المالي ويمنحها نفوذًا اقتصاديًا عالميًا بقيادة إفريقية.
وعلى هامش المؤتمر، عقد الجيولوجي ياسر رمضان سلسلة اجتماعات ثنائية مع عدد من الشركات والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع التعدين، والتقى شركة "بي تو جولد" للاستكشاف، حيث استعرض التحديثات الأخيرة التي يشهدها قطاع التعدين المصري والإصلاحات التشريعية والتنظيمية الداعمة للاستثمار، داعيًا الشركة إلى العمل في مصر للاستفادة من التسهيلات الاستثمارية وتنوع الفرص المتاحة والزخم الحالي في قطاع التعدين.
كما اجتمع مع شركة "مصفاة راند" المتخصصة في استخلاص الذهب، حيث ناقشا آليات تأسيس مصافي الذهب عالميًا، وفي لقاء آخر مع شركة "إيبرون" للتمويل، استعرضت الشركة أولوياتها التمويلية في القطاع.
واستعرض رمضان نظام التراخيص المصري الجديد وما يوفره من مرونة للمستثمرين، وجرى النقاش حول آليات زيادة الاستثمارات.
كما التقى السكرتير العام للمجموعة الاستراتيجية للمعادن الإفريقية، حيث تناول اللقاء أهداف المنظمة وآلية الانضمام إلى عضويتها.


