وكيل المجلس التصديري للصناعات الغذائية يدعو لاستراتيجية وطنية طويلة الأجل لدعم الصادرات
أكد الدكتور أشرف السيد، وكيل المجلس التصديري للصناعات الغذائية، ضرورة التفكير في الخطوة التالية بعد القفزات التي حققتها صادرات الصناعات الغذائية خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على استدامة هذا النجاح وترسيخ مكانة القطاع في الأسواق العالمية.
الحاجة إلى استراتيجية وطنية منهجية
وقال السيد: إن الدعم الحكومي القوي عبر المعارض وبرامج دعم الصادرات المباشر وغير المباشر أسهم بشكل كبير في فتح أسواق جديدة وبناء صورة قوية للمنتج المصري، مؤكدا أن الحفاظ على هذه المكتسبات يتطلب وضع استراتيجية وطنية واضحة تمتد لـ5 أو 10 سنوات، تتبناها الحكومة بشكل رسمي وتحدد أدوار كل جهة معنية من زراعة وتصنيع وتصدير وسلامة غذاء.
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية يجب أن تقوم على منهج الهندسة العكسية (Re-engineering)، من خلال دراسة الأسواق الخارجية وتحليل احتياجاتها ومتطلباتها بدقة، ثم توجيه الإنتاج المحلي لتلبية هذه المتطلبات بشكل مُخصص.
دعم متخصص وآليات مرنة للمواسم
ودعا إلى النظر إلى القطاعات الفرعية (Sub-sectors) داخل الصناعات الغذائية بشكل أكثر تخصصًا، والتركيز على نقاط القوة مثل الزيتون والتمور والمنتجات المجمدة، مع وضع استراتيجية تركيز ودعم موجهة بدلًا من الدعم العشوائي.
ولفت إلى ضرورة تطوير آليات دعم تصديري مرنة وسريعة لمواجهة الظروف الاستثنائية والموسمية التي تؤثر على القطاعات الزراعية والصناعية المرتبطة بها، مستشهدًا بمحصول الفراولة.
وأكد أن أي صدمة مناخية أو موسمية يجب أن يقابلها "تدخل سريع كما يحدث في غرف الإنعاش" لتفادي خسارة الأسواق التي أُنفقت مبالغ طائلة لبنائها عبر الدعم والمشاركة في المعارض الدولية.
التكامل بين قطاعي الزراعة والصناعة
ونوه بأن التكامل والتجانس بين القطاعات يمثل محورًا أساسيًا لضمان استدامة النمو، موضحًا أن نحو 40% من مستهدفات صادرات الصناعات الغذائية بحلول 2025 (المقدرة بـ 7 مليارات دولار) تعتمد على التصنيع الزراعي. ودعا إلى تنسيق وثيق بين قطاعي الزراعة والصناعات الغذائية، وكذلك بين المجالس التصديرية المختلفة، من خلال التخطيط المشترك وتبادل المعلومات والربط بين مراحل الزراعة والفرز والتصنيع والتصدير.
وشدد على أن هذا التخطيط يجب أن يمتد لسنوات، ضاربًا المثل بزراعة البرتقال التي تتطلب التخطيط المسبق بثلاث سنوات قبل جني منتج تصنيعي، مؤكدًا أن هذه الرؤية الشاملة هي الضمانة الحقيقية لاستدامة النجاح وتعظيم العائد.


