دراسة أمريكية: حمض السيستين في الطعام يحفّز تجديد الأمعاء ويُمهّد لعلاجات ثورية للجهاز الهضمي
في اكتشاف علمي قد يُحدث تحولًا كبيرًا في مجال الطب التجديدي وعلاج أمراض الجهاز الهضمي، أعلن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT أن النظام الغذائي الغني بحمض السيستين الأميني يمكن أن يُحفّز تجديد بطانة الأمعاء، ما يفتح الباب أمام علاجات جديدة لحالات مثل التهاب القولون والسكري واضطرابات الهضم المزمنة.
حمض السيستين في الطعام يحفّز تجديد الأمعاء ويُمهّد لعلاجات ثورية للجهاز الهضمي
أوضح الباحثون أن حمض السيستين الموجود في أطعمة مثل الدجاج، البيض، البروكلي، والثوم يعمل على تنشيط إنزيمات مثل الكاتالاز، والتي بدورها تُحفّز تكوين طبقة واقية من مادة تُشبه البولي دوبامين PDA.
وهذه الطبقة تعمل كـ غشاء صناعي يحاكي بطانة الأمعاء الطبيعية، فتُساعد في حماية الأنسجة المتضررة وتحفيز عمليات التجديد الخلوي.
وتمكّن فريق MIT من تطوير طلاء صناعي يُستخدم داخل الأمعاء على شكل محلول سائل يتحول عند ملامسته للإنزيمات المعوية إلى طبقة لاصقة.
وتُستخدم هذه التقنية في:
توصيل الأدوية بدقة أكبر.
التحكم في امتصاص الجلوكوز لتقليل مضاعفات السكري.
تحسين هضم اللاكتوز لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسيته.
وفي تجربة عملية، أثبتت التقنية نجاحها عند تطبيقها مع دواء برازيكوانتيل المستخدم لعلاج البلهارسيا، حيث أظهرت النتائج فاعلية أعلى وإطلاقًا أكثر تحكمًا للدواء مقارنة بالطرق التقليدية.
وبحسب الدراسة، يبقى الغشاء الاصطناعي فعالًا لمدة 24 ساعة تقريبًا، وهي مدة كافية لإحداث تأثيرات علاجية واضحة قبل أن يتحلل طبيعيًا دون أي آثار جانبية.
وأظهرت التجارب على الفئران أن محلول السيستين والدوبامين آمن، إذ لم يتم رصد أي تسرّب للمواد إلى مجرى الدم.
ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يمهد لعلاج أمراض السكري من النوع الثاني، السمنة، وعدم تحمل اللاكتوز من خلال التحكم في امتصاص المواد الغذائية وتحفيز عمليات الإصلاح الذاتي للأمعاء.
كما يُعد التطور خطوة مهمة نحو الطب الشخصي، إذ يمكن تصميم تركيبات غذائية أو دوائية مخصصة لحالة كل مريض لتعزيز قدرة الجسم على التجدد الطبيعي.


