كيف ساهمت الأغاني الوطنية في رفع الروح المعنوية لجنود مصر خلال حرب 6 أكتوبر؟
تحتفل مصر في شهر أكتوبر الجاري بذكرى لانتصار السادس من أكتوبر المجيد، ذلك اليوم الذي أعاد للمصريين عزّتهم وكرامتهم، وأثبت للعالم أن إرادة الشعب لا تُقهر، فبينما كانت الدبابات تُحطم خط بارليف، كانت أصوات الفنانين تصدح في الأثير بأغنيات وطنية أشعلت القلوب حماسًا، ورفعت الروح المعنوية للجنود والمواطنين على حدٍ سواء.
والفن، في تلك اللحظة الفارقة من تاريخ الوطن، لم يكن مجرد ترفٍ أو وسيلة ترفيه، بل كان سلاحًا معنويًا لا يقل قوة عن المدفع والبندقية.
أم البطل.. الأغنية التي أبكت مصر وألهبت قلوبها
تأتي أغنية أم البطل للراحلة شريفة فاضل على رأس قائمة الأغاني التي خلدت روح التضحية والفداء، فالأغنية التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ولحنها علي إسماعيل، لم تكن مجرد عمل فني، بل كانت صرخة أمٍ فقدت ابنها الشهيد في الحرب، فحوّلت حزنها إلى طاقة فخرٍ وإلهام لكل بيت مصري.
وصوت شريفة فاضل في تلك الأغنية كان كأنه صوت كل أم مصرية ودّعت ابنها إلى الجبهة، فكانت كلماتها تُبكي وتُحمّس في الوقت ذاته، وتجعل الجنود يشعرون بأن وراءهم شعبًا كاملًا ينتظر نصرهم.
وردة وبليغ.. ألحان تعبر الجبهة
وفي قلب أيام الحرب، صدحت الفنانة وردة الجزائرية بأغنيتها الخالدة "على الربابة، من ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي، وكانت الأغنية تُبث عبر الإذاعة وتصل إلى الجنود في مواقعهم، لتصبح رمزًا للأمل والثبات.
شادية.. صوت العبور والإصرار
لم تتأخر شادية عن أداء دورها الوطني، فغنت بعد النصر أغنيتها الشهيرة عبرنا الهزيمة، التي كتبها عبد الوهاب محمد ولحنها محمود الشريف.
وتحولت الأغنية إلى نشيد الانتصار الذي يُذاع في كل بيت، ويُردده الناس في الشوارع والاحتفالات، مؤكدة أن الهزيمة لم تكن نهاية الطريق، بل بداية عهدٍ جديد من القوة والثقة بالنفس.
رايات النصر
بالتزامن مع الأحداث، تسابق الفنانون لتقديم أعمال تمجّد بطولات الجيش المصري، وكانت أغنية رايات النصر واحدة من أبرز تلك الأعمال.
والأغنية، التي أشرف على تنفيذها المخرج يوسف شاهين بالتعاون مع الموسيقار علي إسماعيل، وُلدت من رحم اللحظة، لتُبث عبر الإذاعة وقت الحرب، وتصبح رمزًا فنيًا للاحتفال بالنصر.
عبد الحليم حافظ.. العندليب الذي غنّى للنصر
وكعادته، لم يتخلّف العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ عن التعبير بصوته عن نبض الوطن، فقدم عددًا من الأغاني التي أصبحت جزءًا من ذاكرة النصر.
وكانت أغنية عاش اللي قال واحدة من أقوى ما قدم، حيث كتب كلماتها محمد حمزة ولحنها بليغ حمدي بعد أن استوحياها من مقال للكاتب محمد حسنين هيكل.
وذلك بجانب بأغنية صباح الخير يا سينا التي كتبها عبد الرحمن الأبنودي ولحنها كمال الطويل، لتكون رسالة حبٍ وعهدٍ جديدٍ مع الأرض التي استعادها المصريون بدمائهم.



