جيل جديد يغني لنصر أكتوبر.. هل لا تزال الأغنية الوطنية ملهمة؟
52 عامًا على نصر أكتوبر، سنوات النصر والعزة، في كل عام يعيش الشعب المصري نفس حالة الحرب، ولكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل تلك المدة، هل لا تزال الأغاني الوطنية ملهمة للأجيال الجديدة؟، هل هذه الأجيال ما زالت تستمع للأغاني البارزة عن الحرب التي تربى عليها آباؤهم، أسئلة كثيرة تدور في الأذهان.
هل لا تزال الأغنية الوطنية ملهمة؟
القاهرة 24 تواصل مع الناقد الموسيقي أحمد سماحي، الذي تحدث عن سر بقاء أغاني أكتوبر حتى اليوم، حيث قال: أغاني أكتوبر كتبت ولحنت وغنيت بكل صدق، لأن المطربين في تلك المرحلة مروا بحالة من الانكسار النفسي والمعنوي منذ نكسة 1967 وحتى نصر أكتوبر 1973، وهو ما جعل إحساسهم عالي جدًا وقت الانتصار، فغنّوا بكل حب واندماج، فخرجت الأغنيات حقيقية وصادقة، تصل مباشرة إلى وجدان الناس حتى بعد مرور خمسين عامًا.
وأضاف الناقد الموسيقي: هذه الفترة شهدت تقديم ما يقرب من 100 أغنية وطنية لعدد كبير من كبار الفنانين، من بينهم نجاة الصغيرة، شادية، وردة، فايزة أحمد وغيرهم من الأصوات العظيمة، مثل رايحين شايلين في إيدينا سلاح وبسم الله الله أكبر بسم الله وغيرها، ولكن وسائل الإعلام تكتفي بتسليط الضوء على 10 أغاني فقط.
وأجاب سماحي على سؤال هل ما زالت الأغاني الوطنية ملهمة للأجيال أم لا، كما كشف أيضًا رأيه حول سبب عدم نجاح الأغاني الحديثة، مثل الأغاني التي قدمت من قبل، فقال: الأغاني الوطنية الحديثة تفتقد الصدق، ليس لأن مطربيها أو ملحنيها ضعفاء فنيًا، بل لأنهم لم يعيشوا الحدث، وبالتالي لا يمكن أن ينقلوا إحساس النصر الحقيقي، ولو قدموا أغاني عن أكتوبر فستبدو بلا روح، مجرد ترديد لكلمات لا تشبه الواقع، ولكن هناك محاولات لجعل الأغنية الوطنية ملهمة.
وفي النهاية، تحدث عن مدى قدرة جيل المهرجانات على خلق روح أكتوبر من جديد، فقال: جيل المهرجانات والراب جيل مختلف، جيل التكنولوجيا والإنترنت، لم يواجه أزمات كبرى مثل جيل أكتوبر، ولذلك من الطبيعي ألا يستطيع تجسيد روح الحرب والانتصار، لكنه قادر على التعبير عن عصره وقضاياه الحالية، أما روح أكتوبر فتبقى حكرًا على من عاشها فقط.
