من قلب المعركة إلى الذاكرة الشعبية.. سر البيجامات الكستور في حرب أكتوبر
لم يكن الاحتفال المصري بنصر أكتوبر كالمعتاد في الحروب، بل للمصريين لمستهم الخاصة في احتفالاتهم بالنصر على العدو الصيهوني، حتى أنهم ألبسوا الأسرى خلال عودتهم ملابس الكستور، صاحبة الإنتاج المصري الكامل.
البيجامات الكستور مشهد انتصار الحرب بمذاق خاص
ارتدى الأسرى الإسرائيليون البيجامات الكستور خلال عودتهم عقب انتهاء حرب أكتوبر 1973، والتي أكدت على عبقرية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في مشهد أثار العالم بأكمله، لم يُنسى مهما طال الزمان على الانتصار.
بعد انتصار حرب أكتوبر عام 1973، قرر الرئيس محمد أنور السادات، أن تكون عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين بطريقة مختلفة وغير تقليدية، فأمر بارتدائهم البيجامات الكستور أثناء عودتهم إلى تل أبيب، في مشهد ساخر حمل رسالة للعالم، وأثر نفسيًا على الجنود الإسرائيليين الذين تحولوا من مجرد مقاتلين إلى مجرد أسرى منهزمين.
أين تٌصنع البيجامات الكستور؟
تعتبر البيجامة الكستور أبرز منتجات شركة الغزل والنسيج بالمحلة، المعروفة بجودتها العالية، حيث تٌصنع من القطن المصري طويل التيلة 100%، مما يمنحه النعومة والراحة.
وتقوم الشركة باستخدام ما يقرب إلى 5 أمتار من القماشة لإنتاج البجامة الواحدة، مما يؤكد على جودتها العالية.
صُنعت تلك البيجامات في مصانع شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى من القطن المصري الفاخر، في دلالة واضحة على قوة الصناعة الوطنية وعزيمة المصريين.
وسرعان ما انتشرت صور الأسرى الإسرائيليين بالبيجامات الكستور في وسائل الإعلام العالمية آنذاك، لتصبح أحد أشهر المشاهد الساخرة في تاريخ الحروب، وواحدة من الأدوات النفسية التي عززت تفوق مصر في تلك المرحلة.
وبعد مرور 52 عامًا على نصر أكتوبر المجيد، لا تزال قصة البيجامة الكستور حاضرة في الذاكرة الوطنية كرمز للعزة والكرامة، تروى للأجيال باعتبارها علامة على قوة مصر وشعبها، وقدرتها على تحويل النصر العسكري إلى نصر ثقافي خالد حتى يومنا هذا.
