لوفيجارو الفرنسية: منافسة قوية بين مصر والكونغو لاختيار الأمين العام لليونسكو.. والعناني الأوفر حظا
تُجرى في مقرّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بباريس، اليوم الاثنين، عند السادسة مساءً بالتوقيت المحلي جلسة حاسمة لتحديد مستقبل المنظمة، إذ يصوّت الأعضاء الـ58 في المجلس التنفيذي، خلف أبواب مغلقة، لاختيار المدير العام الجديد الذي سيخلف أودري أزولاي، بسحب صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
المدير العام لمنظمة اليونسكو
وبعد انسحاب المرشحة المكسيكية غابرييلا راموس في نهاية أغسطس، انحصرت المنافسة بين مرشحين إفريقيين هما: المصري خالد العناني، 54 عاما، وزير السياحة والآثار الأسبق بين عامي 2016 و2022، والذي يُعتبر الأوفر حظا، والكونغولي فيرمان إدوار ماتوكو، 69 عاما، الذي شغل حتى مارس الماضي منصب المدير العام المساعد المكلف بأولوية إفريقيا والعلاقات الخارجية في اليونسكو. ويتواجه الرجلان في سباق حاد على قيادة منظمة تمرّ بمرحلة دقيقة.
ويتقلص عدد المتنافسين هذه المرة إلى اثنين فقط مقارنة بثمانية مرشحين في انتخابات عام 2017، وهو مؤشر على الأزمة التي تمرّ بها المؤسسة الأممية، المتأثرة بتراجع الالتزام بالمبدأ المتعدد الأطراف.
ففي يوليو الماضي، أعلنت الولايات المتحدة انسحابها من المنظمة بحلول عام 2026، وذلك للمرة الثالثة في تاريخ اليونسكو، متهمة إياها بالتحيّز ضد إسرائيل وباعتناق رؤية عالمية تتناقض مع شعار أمريكا أولًا الذي يرفعه التيار الترامبي، وقد شكل القرار ضربة قوية للمنظمة، إذ كانت واشنطن المساهم المالي الأول فيها، وتبلغ مساهمتها نحو 75 مليون دولار أي ما يعادل 66 مليون يورو، أي نحو 8% من ميزانية اليونسكو السنوية البالغة 900 مليون دولار.
ويُضاف إلى ذلك انسحاب نيكاراجوا في مايو الماضي احتجاجا على منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة العالمية لصحيفة لا برينسا، التي وُصفت بأنها نموذج للشجاعة في مواصلة عملها الصحفي من المنفى في كوستاريكا، رغم الضغوط والقيود المفروضة داخل البلاد.
ويُعدّ هذا المشهد الانتخابي داخل أروقة اليونسكو اختبارا حقيقيا لقدرتها على تجاوز الانقسامات واستعادة مكانتها كمؤسسة أممية رائدة في مجالات التعليم والثقافة والعلوم.





