السلاح سينما والجندي فنان.. حرب أكتوبر كما رآها النجوم بين الحقيقة والخيال
على مدار أكثر من خمسين عامًا، لم تكن حرب أكتوبر مجرد انتصار عسكري في ذاكرة المصريين، بل أصبحت ملهمة للفنانين على اختلاف أجيالهم، فكل فنان يرى فيها زاويته الخاصة؛ البعض يراها ملحمة وطنية، وآخرون يتعاملون معها كحكاية إنسانية تُجسّد الصبر والتحدي.
في السينما، كان المخرجون الأوائل أقرب إلى التوثيق من الإبداع الحر، فقدّموا أعمالًا مثل الوفاء العظيم والرصاصة لا تزال في جيبي لتوثيق لحظة العبور وما تلاها من بطولات، لكن مع مرور الزمن، بدأ الفنانون ينظرون إلى أكتوبر من منظور أوسع، يتجاوز صوت المعركة إلى ما تركته من أثر في النفوس.
يقول بعض المخرجين الشباب اليوم إن التحدي الحقيقي لم يعد في تصوير الحرب، بل في تصوير الإنسان المصري الذي صنعها، فبينما اعتمدت الأفلام القديمة على البطولة الظاهرة، يبحث الجيل الجديد عن البطولة الصامتة، عن الجندي المجهول، والممرضة التي واجهت الموت، والأسرة التي انتظرت عودة ابنها.
ذكرى حرب أكتوبر المجيد
وفي الموسيقى، لم تفقد الأغاني الوطنية بريقها، لكنها اكتسبت بعدًا جديدًا مع تطور الأجيال، فبينما تغنّى عبد الحليم حافظ بـ على الربابة بغنّي احتفالًا بالنصر، يستلهم مطربو اليوم روح أكتوبر في أغنيات تعبّر عن الصمود والأمل، ولو بلغة موسيقية مختلفة.
حتى في الدراما التليفزيونية، باتت حرب أكتوبر تُقدَّم من زوايا جديدة، حيث تتقاطع القصة الوطنية مع الدراما الاجتماعية والإنسانية، كما في الأعمال التي تُعيد قراءة ما بعد الحرب وتأثيرها على الأسر والمجتمع.
اللافت أن كثيرًا من الفنانين الشباب يرون في حرب أكتوبر مصدرًا متجددًا للإلهام، لا كذكرى بعيدة، بل كقيمة مستمرة في مواجهة التحديات المعاصرة، فكما عبرت مصر القناة يومًا، يمكنها عبور أي أزمة بروح أكتوبر نفسها.


