الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

السفير التركي: التنسيق مع مصر على أعلى مستوى وفي كل القضايا.. وشعبانا دماؤهما مختلطة.. وهذا سبب تزايد استثماراتنا في مصر| حوار

السفير التركي وصحفي
سياسة
السفير التركي وصحفي القاهرة 24
الثلاثاء 07/أكتوبر/2025 - 11:09 ص

وسط تحديات متزايدة وأمواج متلاطمة من أزمات الإقليم، يتصاعد التعاون المصري التركي وسط تنسيق غير مسبوق حوّل الخلافات إلى تفاهمات تبدو آثارها أكثر وضوحًا في غزة وليبيا، ودفع العلاقات الاقتصادية إلى آفاق أرحب تدفقت معها الاستثمارات وارتفعت معدلات التجارة، كما تضاعفت أعداد السياح نحو 6 مرات مقارنة بما كانت عليه قبل العام 2023.  

وبعيدًا عن أمور السياسة، لم ينس المصريون والأتراك أنهما عاشا معا لفترة طويلة للغاية، ما ترك أثرًا كبيرًا على اللغة والعادات الاجتماعية والدينية، وحول هذه الأمور كلها حاورنا السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن، الذي أكد أن التعاون بين البلدين “أوثق من أي وقت مضى”، وأن الروابط بين الشعبين لا يمكن حصرها. 

وإلى نص الحوار..

كيف تنسق تركيا ومصر مواقفهما في القضايا والتحديات الإقليمية، وما أوجه التشابه والاختلاف بينهما؟

سؤالك مهم. بالفعل، تنسق تركيا ومصر بشكل أوثق من أي وقت مضى في القضايا الإقليمية وعلى جميع المستويات تقريبًا.

على سبيل المثال: وزراء خارجيتنا يتحدثون ربما مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيًا، خاصة حول القضايا الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي، مثل قضية غزة وفلسطين، وكذلك ليبيا والسودان وسوريا وكل قضية يمكن تصورها.

هناك أيضًا آليات للتنسيق، على سبيل المثال في ليبيا، تشارك تركيا ومصر في عملية تشاور منذ عام، وعُقد أكثر من 5 اجتماعات منتظمة بين المسؤولين والمؤسسات المعنية لمناقشة كيفية دفع العملية قدمًا في ليبيا من أجل وحدة وسلامة أراضيها. ونلاحظ بسرور أن مواقف الجانبين أصبحت أقرب، وأنهما يفهمان بعضهما بشكل أفضل، ويثقان في نوايا بعضهما البعض، فكلا من تركيا ومصر تسعيان لتحقيق السلام والأمن والاستقرار ووحدة ليبيا ومؤسساتها.

وينطبق الأمر نفسه على السودان، حيث لدينا مواقف متشابهة جدا. نحن لا نريد أن ينقسم السودان فعليًا أو قانونيًا إلى عدة أجزاء. نريد أن تتوقف هذه الحرب، ونريد وقف إطلاق النار، ونريد وصول المساعدات الإنسانية إلى البلاد. كما أن كلا البلدين يعترفان بوجود مؤسسة شرعية، حكومة شرعية، وهي الجيش، وحكومة واحدة تمثل السودان بأكمله.

فيما يتعلق بفلسطين، نحن نسير جنبًا إلى جنب مع مصر. نحن ندعم مصر، وقد دعمنا بقوة جهودها وجهود قطر والولايات المتحدة لضمان وقف إطلاق النار حتى لا يُسفك دم إخوتنا في غزة، وحتى يمكن إعادة إعمار غزة. لقد أعدنا إعمار غزة عدة مرات، لكن هذا الدمار كبير جدًا لدرجة أنه يتطلب جهدًا عالميًا تقوده الدول الإقليمية، خصوصًا مصر والأمم المتحدة، بدعم ومساهمة نشطة من تركيا وأطراف أخرى مثل السعودية، الإمارات، وقطر.

في هذا الشأن، نحن ننسق بشكل وثيق للغاية. على سبيل المثال، بعد أن أصدرت إدارة ترامب اقتراحها للسلام في غزة، اجتمعت تركيا ومصر مع دول شقيقة أخرى وأصدروا بيانًا فوريًا. هل تتخيل مدى قرب هذا التنسيق؟

وينطبق الأمر نفسه على سوريا وشرق البحر المتوسط. السلام في منطقتنا من أجل التنمية وازدهار الدول الإقليمية، خصوصًا الدول الإسلامية والعربية والشعوب التركية، هو الهدف النهائي لكل هذه الجهود. التنسيق والتعاون لا يتعلق بإدارة الأزمات أو احتوائها، بل يتعلق بخلق بيئة مستقرة للتعاون والتنمية، لأن هذا ما نحتاجه كدول إقليمية.

التركيز الاستراتيجي لمصر هو التنمية. كل الجهود التي بذلها الرئيس السيسي خلال السنوات العشر الماضية تهدف إلى جلب الرفاهية لشعبه، وقد حدث تغيير كبير. وينطبق الأمر نفسه على الرئيس أردوغان، حيث ركزت جهوده على رفع مستوى الرفاهية والازدهار للأمة التركية، وتحسين وتطوير البنية التحتية، وتعزيز برامج الدعم الاجتماعي، وهو ما نراه أيضًا في مصر. لذلك، نحن شركاء في التعاون من أجل التنمية. 

السياحة في مصر وتركيا نشطة للغاية، هل هناك خطط أو أفكار لتشجيع السياح الأتراك على زيارة مصر واستكشاف حضارتها خصوصًا مع الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير؟ 

تركيا قدمت نموذجًا رائعًا للنجاح في صناعة السياحة. لقد حاولنا تحسين وتطوير خدمات البنية التحتية السياحية، خاصة خلال الأربعين عامًا الماضية، ونجحنا في ذلك. البنية التحتية مكتملة تقريبًا، وقد تفوقت تركيا في خدمات السياحة، بما في ذلك الترويج لعلامة تركيا التجارية وصورتها، وهو أمر مهم جدًا. لقد وصلنا إلى أكثر من 60 مليون سائح، وأكثر من 16 مليار دولار من الإيرادات السنوية للسياحة.

أعلم أن مصر، وبكل جدارة، ترغب في الوصول إلى 30 مليون سائح و30 مليار دولار عائدات. مصر لديها كل شيء: الساحل الشمالي، العلمين، مناطق جذب أخرى، مثل مراسي، لقد زرتها بالطبع، إنها جميلة، ورأس الحكمة، منطقة التطوير الجديدة، شرم الشيخ المشهورة عالميًا، الغردقة، الجونة، العين السخنة، العريش. لذلك، بالنسبة للسياحة الصيفية، تمتلك مصر هذه المقومات.

بالإضافة إلى ذلك، مثل تركيا، تمتلك مصر أيضًا مواقع تاريخية وثقافية: أسوان والأقصر والقاهرة والعديد من الأماكن الأخرى، مثل سيوة. فما الذي ينقص لتحقيق 30 مليون سائح؟ انظر إلى تجربة تركيا الناجحة، لقد حددت ثلاثة عوامل: 1. البنية التحتية، ومصر تبذل جهدًا كبيرًا. تحتاج إلى غرف فندقية بمستويات وأنواع مختلفة، وهذه هي البنية التحتية. 

2. الخدمات، مثل المطاعم، السيارات، الحافلات، النقل، الإرشاد السياحي. ومصر تعمل على ذلك بجدية. على سبيل المثال، تحاول مصر جذب خبراء الطهي الدوليين. في العديد من الفنادق التي زرتها، يعمل طهاة أتراك. هذا جهد رائع. فندق ريكسوس في العلمين، جميع طهاة وموظفي الخدمة فيه أتراك لأن المطبخ التركي معروف.

3. الترويج، ولا يمكنني التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية الترويج. تحدثت إلى وزير سياحة سابق وقلت له: ما سر نجاح السياحة التركية؟ قلت له هذه الأمور، ولكن أيضًا الترويج. علامة مصر التجارية تحتاج وتستحق أن تُروّج بقوة. وقد وافقني الرأي، وتحدث عن بعض القيود في الميزانية، لكنه وافقني تمامًا.

لذلك، أعتقد أن تبادل المعلومات والخبرات أمر حاسم بين تركيا ومصر، ومسؤولو السياحة لدينا مستعدون للتعاون. وزير السياحة التركي زار مصر قبل بضعة أشهر، ونحن مستعدون للتعاون.

ثانيا: فيما يتعلق، بكيفية الترويج للسياحة التركية في مصر والعكس. أعتقد أنه الآن، بعد أن تم رفع شرط التأشيرة عمليًا للمواطنين الأتراك، فإن عدد السياح الأتراك في تزايد مستمر. منذ عام 2023، عندما بدأت التأشيرة عند الوصول للمواطنين الأتراك، تضاعف عدد السياح القادمين إلى شرم الشيخ ومناطق أخرى ثلاث مرات. أعتقد أن العدد قد زاد الآن إلى خمسة أو ستة أضعاف، لأن وزير السياحة المصري قال مؤخرًا إن هناك زيادة بنسبة 50% في عدد السياح الأتراك القادمين إلى مصر.

لدينا العديد من الرحلات الجوية بين تركيا ومصر، وهناك بعض القيود على الرحلات بسبب التكرار. نريد زيادة هذه الرحلات. هناك شركات طيران اقتصادية بين البلدين من القاهرة إلى مطارات صبيحة، وإسطنبول، وأنقرة. لدينا الآن رحلة مباشرة بين أنقرة والقاهرة، وأنقرة وجهة مثيرة للسياح، المتقاعدين، الأفراد، الطلاب. إنها ميسورة التكلفة، ويمكنهم القدوم إلى القاهرة لبضعة أيام. لذلك، الإمكانيات موجودة بالتأكيد.

ثالثًا، كيفية الترويج للمستثمرين الأتراك في السياحة داخل مصر. لقد التقيت العديد من رجال الأعمال الأتراك الذين لديهم علامات تجارية مهمة وذات سمعة طيبة، وهم مهتمون. مهتمون باستكشاف الإمكانيات في الساحل الشمالي بشكل خاص، وفي مناطق أخرى. هناك نموذج قائم بالفعل، علامة تجارية وخبرة إدارية في البنية التحتية الفندقية. ويمكن تكرار هذا النموذج لعلامات تجارية تركية أخرى. وأعتقد أن هناك جهات تركية أخرى مهتمة بالدخول في تعاون مع وزارة السياحة المصرية والمؤسسات الخاصة.

لذلك، في هذه الجوانب الثلاثة، سنواصل التعاون والتنسيق مع مصر.

ماذا عن الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، هل ستزوره في الأول من نوفمبر؟ 

لقد زرت المتحف المصري الكبير، وأنا متحمس جدًا له. زرته لأنني استقبلت العديد من الوفود، وقمت بزيارة شخصية مع عائلتي. لا يكفي زيارة المتحف مرة أو مرتين أو ثلاث مرات. يجب أن تزوره على الأقل 10 مرات، 15 مرة، وربما 50 مرة. وحتى ذلك لا يكفي.

يُعد الأول من نوفمبر يومًا مهمًا للعالم، ولمصر أيضًا، وللمجتمع الثقافي الدولي، لأن الحضارات المصرية القديمة العظيمة، وجميع القطع الأثرية الرائعة، ستُعرض تحت سقف واحد في أحد أكبر المتاحف في العالم. إنه مشروع ضخم يرفع المعايير إلى مستوى جديد ويعيد تعريف مفهوم المتحف. إنه، في رأيي، مبنى إرثي، مبنى ضخم بجوار الأهرامات، وهو شيء يفتخر به المصريون، وكذلك الإنسانية جمعاء.

أكثر ما يثير الحماس في المتحف المصري الكبير هو غرفة الملك الصغير، الملك توت عنخ آمون. في تركيا، عندما تتحدث مع الشباب، تجدهم مهتمين جدًا بأمرين عن مصر: الأهرامات، بالطبع، والملك ذو القناع الذهبي. ربما لا يستطيعون نطق اسم الملك توت عنخ آمون، لكنهم مفتونون به وبغرفته. أنا متأكد من أن آلاف الزوار، من الشباب وكبار السن، سيأتون من تركيا. وبالطبع، ستكون هناك مشاركة رفيعة المستوى من تركيا في حفل الافتتاح. وسنشهد هذا الافتتاح الكبير، الحفل البهيج بكل الموسيقى والعروض. نحن متحمسون جدًا، وأتطلع لحضوره أيضًا.

إذا سألت المصريين عن دولة يرغبون في زيارتها، فستكون الإجابة تركيا. برأيك، ما مدى التشابه بين الشعبين، ومدى قوة الرغبة في استكشاف كل منهما لبلد الآخر؟ 

أولا، علينا أن نتذكر أن أول أتراك جاءوا إلى مصر كان عام 868، مع أحمد بن طولون، وكان تركيًا. ومنذ ذلك الحين، جاء آلاف الرجال الأتراك إلى مصر كجنود عبيد، كمماليك، كإداريين، كتجار. ومنذ ذلك الحين، مضى أكثر من ألف عام. علينا أن نتذكر أن دماءنا مختلطة.

قبل يومين، التقيت بمسؤولة في شركة علاقات عامة. قالت لي: "نحن مثل أبناء العمومة". فقلت لها: “نحن أبناء عمومة، لسنا ”مثل" بل نحن بالفعل أبناء عمومة. هذا التاريخ المشترك خلق ثقافة مشتركة في نظرتنا للحياة، في أسلوب حياتنا، في تقاليدنا، في طعامنا، وفي لغاتنا. اللغة التركية تستخدم العديد من الكلمات العربية، والعربية المصرية تستخدم العديد من الكلمات التركية. وحتى في المظهر، كثيرون يقولون لي إنني أبدو مصريًا. فأقول: "حسنًا، هذا يدل على أننا أبناء عمومة، وأنا مرتاح لذلك".

هذه التشابهات تعود إلى أكثر من ألف عام من التاريخ المشترك، واختلاط السكان، وحركات الشعوب. في الواقع، جاء الأتراك أولًا إلى مصر من آسيا الوسطى قبل أن يذهبوا إلى الأناضول. وهذا يخلق جاذبية بين الشعوب، ليس فقط جاذبية، بل ارتباطًا واهتمامًا وفضولًا لإعادة الاستكشاف. لذلك، تحتل مصر وشعبها مكانة خاصة لدينا، والأمة التركية تحتل مكانة خاصة لديهم أيضًا.

بالنظر إلى المستقبل، فإن مصر الحديثة وتركيا الحديثة توفران مجالًا واسعًا للتعاون والتضامن، من الصناعة إلى الثقافة والتعليم والسياحة. عندما أنظر إلى مهامي، أجد كل شيء في مصر ليس له بُعد واحد. أينما توجهت، هناك شيء يمكن فعله، شيء يمكن التعاون فيه، مصر لديها إمكانيات هائلة.

لقد لاحظنا مؤخرًا زيادة في الاستثمارات التركية في مصر، ما الأسباب وراء ذلك؟ وهل ساهم تحسن العلاقات في دفع هذا الاتجاه؟ كما أن العديد من المشاريع التركية في مصر تركز على التصدير أكثر من السوق المصرية نفسها، لماذا؟

صحيح تمامًا أن الاستثمارات التركية ارتفعت بعد تحسن وتقدم العلاقات السياسية، وأيضًا بعد رفع شروط التأشيرة. ورغم أن رجال أعمالنا لا يزالون بحاجة إلى تأشيرة، فإن التأشيرة عند الوصول تسهل الأمور كثيرًا، وهذا أمر مهم للغاية. هذان العاملان معًا حفزا اهتمامًا أعمق بالسوق المصرية وببيئة الأعمال في مصر، وبمصر كفرصة استثمارية.

لكن الأسباب الموضوعية والعقلانية التي تجعل الاستثمار في مصر جذابا لرجال أعمالنا هي: توفر العمالة، والموقع الاستراتيجي لمصر الذي يسهل طرق الشحن والنقل، وعدد الرحلات الجوية الكبير بين البلدين، والتكامل الاقتصادي والتجاري لمصر مع أسواق مثل الخليج، شمال أفريقيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، أمريكا، الاتحاد الأوروبي، وتركيا.

بعض مصانعنا تنتج في مصر وتبيع لتركيا. لذا، فإن مصر واحدة من أفضل الوجهات المربحة لشركاتنا التي تسعى للتوسع والوصول إلى أسواق جديدة. كما أنها وجهة اقتصادية. على سبيل المثال، إذا أرادت إحدى شركاتنا البيع لسوق الخليج، فإن الإنتاج في مصر يسهل توصيل البضائع إلى الخليج، وأحيانًا يتجاوز رسوم قناة السويس، مما يوفر وقتًا أقصر، وكفاءة أفضل، وتكلفة أقل.

بيئة الأعمال، إلى جانب البنية التحتية التي بناها الرئيس السيسي خلال السنوات العشر الماضية، توفر شبكات طرق، مطارات، وموانئ، وهي ميزة إضافية. بالإضافة إلى ذلك، توفر المناطق الصناعية، خصوصًا في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بنية تحتية جيدة للاستثمار، خاصة في غرب القنطرة.

لماذا التصدير؟ لأن المستثمر عندما يأتي إلى مصر، عليه أن يقدر ويتوقع حجم المبيعات. بناءً على هذا التقدير، يقرر أن الاستثمار مربح، وأن المشترين موجودون. على سبيل المثال، منتج الجينز، عندما يبدأ الاستثمار، يعرف أن المشترين في تركيا أو أمريكا أو أوروبا وافقوا مبدئيًا على شراء منتجاته إذا أنتج هذه الكمية في مصر بهذا السعر. الأمر يتعلق بالحجم.

لكن بالطبع، إذا استثمروا في غرب القنطرة، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يمكنهم بيع 10% أو 20% داخل مصر. لكن قانونيًا، إذا استثمروا في منطقة حرة خاصة أو منطقة حرة عامة، فإنهم ملزمون بالبيع فقط للتصدير. وحتى الآن، قبل افتتاح منطقة غرب القنطرة لمستثمرينا، كانوا يستثمرون في المناطق الحرة، والتي وفقًا للتشريعات المصرية، تتطلب البيع فقط للتصدير.

لكن لدينا علامات تجارية عالمية في مصر، مثل "هايجين"، وهي إحدى علاماتنا التجارية العالمية. يبيعون منتجات النظافة والورق، ولديهم الحصة الأكبر في السوق المصرية، لذا فهم لا يصدرون فقط، بل ينتجون أيضًا للسوق المصرية. نصف مبيعاتهم داخل مصر. مصنعهم في السادس من أكتوبر، ومصنعهم في العين السخنة. والعلامة التجارية العالمية الثانية هي "بيكو"، المعروفة جدًا. يبيعون ربما نصف منتجاتهم داخل مصر، وهي شائعة جدًا.

لذلك، ليس كل شركاتنا تصدر فقط، لكن معظم شركاتنا في قطاع النسيج تصدر منتجاتها للخارج. 

كيف تتعاون مصر وتركيا لدعم القضية الفلسطينية؟  

يتطلب دعم فلسطين تقديم مساعدات إنسانية عاجلة، وتركيا من أكبر الجهات المانحة للشعب الفلسطيني في غزة من حيث المساعدات الإنسانية. وقد تحقق ذلك بفضل تعاوننا الوثيق مع مصر والدعم الذي قدمته لنا في عملياتنا الإنسانية.  

تمكّنا، خلال عامين من الصراع، من إرسال حوالي 16 سفينة إلى ميناء العريش، وبالتعاون مع الهلال الأحمر المصري وسلطات ميناء العريش، استطعنا إيصالها إلى داخل غزة. وينطبق الأمر ذاته على منظماتنا غير الحكومية، حيث أرسلنا آلاف الشاحنات المحمّلة بالبضائع بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المصرية والهلال الأحمر المصري، انطلاقًا من القاهرة، وقد تحقق هذا بفضل التعاون والدعم الذي تلقيناه من السلطات المصرية. 

بالإضافة إلى ذلك، أرسلنا نحو 14 طائرة، وربما أكثر، إلى العريش، محمّلة بمساعدات طبية وتمكّنا من نقل مرضى من غزة إلى تركيا، وذلك أيضًا بالتعاون مع السلطات المصرية. هذا مجال تعاونا فيه بشكل ممتاز، وإن لم يكن مثاليًا بسبب القيود المفروضة على غزة، إلا أننا لا نزال نواصل تقديم المساعدات بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري.

المجال الثاني هو وقف إطلاق النار، السلام الدائم، حل الدولتين، والجهود السياسية. وكما أوضحت في الساحة السياسية، نحن نسير جنبًا إلى جنب، كتفًا إلى كتف، في تضامن وتعاون كامل مع مصر، ومع الدول الشقيقة الأخرى مثل السعودية، قطر، الإمارات، والأردن، للضغط على جميع الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حل جيد يوقف إراقة الدماء ويمضي قدمًا نحو السلام وحل الدولتين.  

في هذا الأمر، نحن جميعًا معًا، في قارب واحد، نشعر بنفس الشعور، نفكر بنفس الطريقة، وهدفنا واحد.

تركيا تتبنى مواقف قوية بشأن حرب غزة، ومستقبل القطاع أصبح موضوعًا رئيسيًا للنقاش. فما هي رؤية تركيا لغزة بعد الحرب، وما موقفها من الخطة المصرية وخطة إدارة ترامب؟  

الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تم اعتمادها بالفعل من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لذا فهي خطتنا أيضًا، ونحن ندعمها بالكامل.  
جوهر هذه الخطة هو منع تهجير وطرد الشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار غزة في وقت قصير وفعّال، حتى يبقى سكان غزة في أرضهم. هذه هي الفكرة الأساسية، ونحن ندعمها تمامًا.

أما بالنسبة لخطة السلام التي طرحتها إدارة ترامب، فنحن نُقدّرها من حيث المبدأ، ونرحب بها، ولكن بالطبع هناك تفاصيل يجب مناقشتها. وقد أصدرنا بيانًا مشتركًا، كما أصدر كل من الرئيسين السيسي وأردوغان تصريحات منفصلة ترحب وتُثني على هذه الخطة. لكن كل شيء يعتمد أيضًا على الحفاظ على حل الدولتين. يجب أن تبقى غزة موحدة مع الضفة الغربية، ويجب ألا تكون هناك مستوطنات غير قانونية في الضفة، ولا حديث عن الضم. يجب أن تكون هناك دولة واحدة قابلة للحياة، مستقلة، ذات سيادة، تشمل غزة والضفة الغربية والقدس، وكل الشعب الفلسطيني كوحدة واحدة متصلة جغرافيًا، ذات سلامة إقليمية.  

تحقيق هذه الرؤية أمر بالغ الأهمية، ويرتبط بتنفيذ خطة إدارة ترامب من حيث المبدأ. لكن في النهاية، نحن دول شقيقة تدعم إخوتنا الفلسطينيين، والقرار يعود للسلطات الفلسطينية، والأطراف الفلسطينية، والمنظمات الفلسطينية بما فيها حماس، لتقرير مصيرهم. وأتمنى أن يكون هناك مسار مثمر وبنّاء يستند إلى هذه الرؤية.

بعيدًا عن السياسة، إذا أردت إرسال رسالة إلى الشعب المصري عن تركيا، فماذا تقول؟ وماذا تقول للشعب التركي عن مصر؟  

للشعب التركي، أقول: في مصر ستجدون قلوبًا محبة، عطوفة، دافئة، وإخوة وأخوات لكم. تعرفوا عليهم، أعيدوا اكتشافهم، احتضنوهم. فهم هنا بأذرع مفتوحة وقلوب مفتوحة.  

وللشعب المصري، أقول: تذكروا أنكم مهمّون جدًا بالنسبة لنا. لقد عشنا معًا لفترة طويلة جدًا، ونحن مرتبطون ببعضنا البعض، ونعتني بكم كثيرًا، ونحبكم.

الثقافة دائمًا ما تكون جسرًا بين الأمم. من وجهة نظرك، ما الجوانب في الثقافة المصرية التي تشعر بأنها الأقرب إلى الثقافة التركية؟  

القيم الأسرية والممارسات الدينية. هاتان النقطتان هما الأكثر تشابهًا بيننا. فمثلًا في الممارسات الدينية، مثل الاحتفال بليلة المولد النبوي ﷺ، أو كيف نمارس ديننا في حياتنا الخاصة والاجتماعية، واحتفالات العيد، وتنظيم حياتنا حول الأسرة. أعتقد أن هذه هي أهم أوجه التشابه بين شعبينا، ولهذا السبب نحن اجتماعيًا وثقافيًا قابلون للتكيف بسهولة. نحن نتأقلم مع ثقافة بعضنا البعض في كل ما نقوم به، ونجد تشابهًا، بل نفس المبادئ والقيم في حياتنا اليومية والاجتماعية.

ولهذا السبب، على سبيل المثال، عندما أنظر إلى سياسات تركيا الثقافية والتعليمية تجاه العالم، أقول دائمًا للجهات المعنية إنه ينبغي قبول المزيد من الطلاب المصريين في جامعاتنا مقارنة بالدول الأخرى، لأن الطلاب المصريين قريبون جدًا من ثقافتنا اجتماعيًا وثقافيًا، وعندما يذهبون إلى تركيا، يتأقلمون فورًا.

وأقول نفس الشيء لشركاتنا: إذا كنتم بحاجة إلى عمال في الصناعات الثقيلة أو البناء، اختاروا العمال المصريين، لأنهم يعيشون بنفس نمط الحياة الذي يعيشه مجتمعي، ولن يواجهوا أي مشكلة في التكيف مع المجتمع والثقافة التركية. هذا أمر مهم جدًا. لا أجد أي فرق.

الكثير من الشباب المصريين يسافرون إلى تركيا للدراسة أو السياحة. ما المبادرات الجديدة التي يمكن أن تسهّل التبادل الثقافي والتعليمي بين البلدين، خاصة للشباب؟ وكيف ترى الاهتمام المتزايد من المصريين بتعلم اللغة التركية؟  كما ذكرت، أرحب بالطلاب المصريين سواء كانوا على منح دراسية أو ممولين ذاتيًا. الجامعات التركية مرنة جدًا في قبول الطلاب المصريين، والآن أصبحت أكثر استعدادًا لقبول طلباتهم. الرسوم الدراسية ليست مرتفعة، خاصة في الجامعات الحكومية، وأنا متأكد أن حكومتي يمكن أن توفر لهم السكن من خلال الأدوات المتاحة. الحياة هناك ميسورة التكلفة إذا عاشوا في سكن طلابي. لذا أشجع جميع الطلاب المصريين على التقديم للجامعات التركية، خصوصًا الحكومية، إذا كانوا ضمن الفئة العمرية المناسبة، مثل من تخرجوا حديثًا من الثانوية أو قبل عام أو عامين. أشجعهم على الدراسة بجدية.

أما في السياحة، فتركيا في انتظارهم. لكن بالطبع، يجب أن تكون لديهم الإمكانيات لقضاء وقت في تركيا، وهذا يتطلب تكلفة للسفر، وتكلفة للتأشيرة، وتكلفة للمعيشة هناك. لكن إذا كان لديك عمل، وإذا كنت مستقرًا اجتماعيًا، فأنت مرحب بك للتقديم على التأشيرة واستكشاف تركيا. نحن نرحب بذلك.

تم الإعلان سابقا عن إمكانية إنشاء جامعة تركية في مصر. هل هناك تقدم في هذا المشروع؟  

نحن في انتظار زيارة وزير التعليم العالي المصري إلى أنقرة. هذا المشروع لا يزال مطروحًا على الطاولة، وسنبني عليه الآن. المجلس الأعلى للتعليم التركي ووزارة التعليم العالي المصرية يتحدثان مباشرة، وأنا متأكد أنه سيكون هناك تقدم بمجرد حدوث هذه الزيارة، وسنواصل العمل وننجز هذا المشروع عاجلًا أم آجلًا، إن شاء الله.

ما الكلمات المصرية التي تعلمتها خلال إقامتك في مصر؟ وإذا كان عليك اختيار كلمة واحدة لوصف علاقتك الحالية مع مصر، فما هي؟  

هناك العديد من الكلمات المثيرة التي تعلمتها في مصر، لكن أكثرها إثارة هي الكلمات المشتركة. على سبيل المثال، بعد أن عشت في مصر 3 سنوات، وجدت أن كلمة "برضو" لا تبدو لي كأنها عربية مصرية. كنت دائمًا أتساءل: ماذا تعني "برضو"؟ لا تبدو عربية. وفي النهاية، أثناء قراءتي لكتاب، اكتشفت أن هذه الكلمة في الأصل تركية، وهي "birde"، وتعني "أيضًا". وقد تم تحويلها وتكييفها إلى العربية المصرية لتصبح "برضو". فكانت هذه اكتشافًا ممتعًا جدًا بالنسبة لي. وعندما أقول "برضو"، أشعر بسعادة كبيرة.

مصر وتركيا تتشاركان إرثا تاريخيا عميقا. من خلال تجربتك في مصر، ما أبرز أوجه التشابه التي تراها بين الشعبين؟  التشابه يبدأ من الشكل. كما ذكرت، كثيرون يظنون أنني مصري، ويقولون إنني أبدو مصريًا، وأنا تركي. وهذا يدل على أن الشعوب اختلطت كثيرًا عبر التاريخ حتى بدأت تتشابه في المظهر.  

الشعب المصري متدين جدًا، وثقافته وعلاقاته الاجتماعية وحياته الفردية كلها تُعرّف أولًا بالدين. وهذا شيء يلتزم به أيضًا الشعب التركي، شعب الأناضول. بالنسبة لهم، الإسلام هو جزء أساسي من هويتهم. لا أستطيع أن أصف مدى تأثري وإعجابي بكيفية ممارسة المصريين لكل تفاصيل ومبادئ ديننا.

كنت محظوظًا بما يكفي لأداء العمرة ربما 100 مرة لأنني عشت في جدة لفترة طويلة، وذهبت للحج نحو 10 مرات. لكنني أرى أن أصدقائي في مصر يذهبون بانتظام إلى السعودية لأداء العمرة أو الحج، وهذا شيء يثير إعجابي كثيرًا وبشكل إيجابي.

كذلك كيف يحتفلون بالعيد، وكيف يحتفلون بالليالي المقدسة مثل المولد وليلة القدر، وكيف يعيشون رمضان بفرح. في تركيا، رمضان هو شهر احتفال، وشهر عبادة وصبر، لكنه أيضًا شهر احتفالات بعد الإفطار، وهذا تقليد عثماني. في إسطنبول قديمًا، كانت هناك ليالٍ رمضانية، عروض خاصة، مسرحيات، احتفالات. وما زلنا نرى ذلك اليوم. بالطبع، نشارك الفقراء طعامنا ومالنا، لكن رمضان كله شهر احتفال وترفيه. وهذا رائع، أليس كذلك؟ نفس الشيء في مصر، شهر كامل ليس فقط للصيام والصبر وولائم الإفطار، بل أيضًا للاحتفال.

أتذكر رمضان في طفولتي بفرح، لأننا كنا نعيش كل هذه الاحتفالات والترفيه مع الصيام. وهذا يجعل الشعبين متشابهين بشكل لافت. وأعتقد أن هذا الاحتفال برمضان، والاحتفال بالليالي المقدسة مثل ليلة القدر والمولد، هو أمر فريد للشعبين المصري والتركي.

ذكرت ليالي رمضان، هل زرت شارع المعز وخان الخليلي وخضت تجربة ليالي رمضان في مصر؟  

بصراحة، ليس بما فيه الكفاية، لكنني زرت هذه الشوارع عدة مرات. ربما لأنني كنت مدعوًا كل ليلة للإفطار والسحور. وهذا شيء فريد في مصر. في تركيا، لدينا دعوات إفطار، نعم، لكن ليس لدينا دعوات سحور. ننام ونستيقظ في الرابعة أو الخامسة صباحًا ونتناول الطعام. لكن في مصر، هناك دعوات سحور. فكانت لياليّ دائمًا مليئة، والحمد لله، بالإفطار والسحور. 

لذلك لا يمكنني القول إنني ذهبت واستمتعت بالاحتفالات، لكن هذا العام، إن شاء الله، سيكون الطقس أفضل، ورمضان سيكون في فبراير، وأعدكم أنني سأذهب هناك ثلاث مرات على الأقل وأستمتع بالاحتفال برمضان في شارع المعز وخان الخليلي.

المطبخ المصري والتركي غنيان جدًا، والناس يحبون تذوق أطعمة بعضهم البعض. ما الطبق المصري الذي جربته؟ وما الطبق التركي الذي تعتقد أن المصريين سيحبونه؟  

أنا أحب الفول. ومنذ 15 سنة وأنا أتناول الفول، بلا شك. إنه أكثر الأطعمة المصرية تميزًا. وأعتقد أن المصريين يأكلون الفول منذ 7000 سنة. ويمكنك تناوله صباحًا، ظهرًا، مساءً. إذا قُدم لي فول مُعد جيدًا، فسأتناوله كل صباح. وعندما أقيم في فندق، يكون الفول دائمًا في الإفطار، وأبدأ به بالتأكيد.

الطبق الثاني هو الكشري، وسأجربه الأسبوع المقبل. الكشري مع صلصة حارة لذيذ جدًا. وهناك حساء أخضر (الملوخية) اعتدت عليها، وتناولت الكثير منها هذا الصيف مع أصدقائي. وهناك طبق آخر يشبه البوريك. يتم تناوله مع العسل والقشطة (الفطير) تناولته هذا الصيف، وأحببته جدًا. إنه ثقيل، لكن في الإفطار يمكنك تناول طعام ثقيل.

أما الطعام التركي، فهو غني جدًا لأن لدينا تنوعًا كبيرًا في الخضروات في تركيا، بسبب الجبال والسهول.

لكن الشيء الذي ربما لم يسمع به الشعب المصري من قبل، والذي يُعد فريدًا جدًا من جذوري الشخصية، هو شوربة "ترهانا". نحن نسميها "ترهانا التركمانية". الشعب التركماني هو السكان المحليون الذين أسسوا الإمبراطورية السلجوقية ثم الإمبراطورية العثمانية. وهذه الشوربة غنية جدًا، وتكاد تكون وجبة كاملة. تُحضّر من الزبادي والقمح، وأعتقد أن هناك مكونات أخرى خفيفة، لكنها يجب أن تكون محضّرة بطريقة دقيقة.  

وأيضًا هناك طبق "جوفَتش" – يُحضّر في وعاء فخاري خاص، داخل فرن يعمل بالحطب، ويُطهى بلحم الضأن مع العظام، ويُضاف إليه الفلفل والثوم الكامل (دون تقطيع). هذان الطبقان أوصي بهما بشدة.

بالإضافة إلى ذلك، أوصي ببعض أطعمة الشارع التركية: بلح البحر المحشو بالأرز، كوكوريتش، شوربة إشكمبه، كالي باشا، وكبدة الضأن، نطلق عليها اسم "الكبدة الألبانية"، لا أعلم إن كان الألبان يأكلونها أم لا، لكننا نسميها كذلك. إنها من أطعمة الشارع، وأنا أحبها جدا.

تابع مواقعنا