ثورة الجيل Z.. الشباب الأمريكي ينقلب على ترامب بعد تدهور الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة
تشهد الولايات المتحدة تحولًا لافتًا في المواقف السياسية بين الشباب، بعد أن كشفت بيانات جديدة عن تراجع حاد في دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، وهي الفئة المعروفة باسم جيل Z، والتي تُعد من أكثر الكتل التصويتية تأثيرًا في أي انتخابات قادمة.
الشباب الأمريكي ينقلب على ترامب بعد تدهور الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة
وفقًا لتحليل أجراه الصحفي المتخصص في البيانات ج. إليوت موريس على موقع Substack في مدونة بعنوان "القوة في الأرقام"، فإن نسبة الموافقة الصافية على ترامب بين الشباب انخفضت بمقدار 35 نقطة مئوية منذ نوفمبر 2024.
وبحسب الدراسة، التي استندت إلى أكثر من 7000 مقابلة أجريت على مدى خمسة أشهر، تراجعت شعبية ترامب بين هذه الفئة من -3 إلى -38، ما يعكس تحوّلًا سياسيًا واسع النطاق خلال أقل من عام.
ويرى الخبراء أن سياسات ترامب الاقتصادية خاصة الرسوم الجمركية التي فرضها على الواردات — كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التراجع.
وأدت هذه الإجراءات إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية واستمرار أزمة تكاليف المعيشة، الأمر الذي أثّر بشكل مباشر على الطبقات الشابة التي تعاني أصلًا من ضغوط مالية متزايدة تتعلق بالسكن والتعليم والنفقات اليومية.
إحباط واسع بين الشباب
قالت الناشطة الشابة أوليفيا جوليانا، وهي من أبرز الأصوات في جيل Z، إن تراجع الدعم يعكس "إحباطًا حقيقيًا من التركيز الزائد للإدارة على المعارك الثقافية بدلًا من معالجة مشكلات الحياة اليومية".
وأضافت: "كثير من الشباب دعموا ترامب معتقدين أنه سيقدم حلولًا ملموسة، لكنهم وجدوا رئيسًا منشغلًا بمهاجمة المشاهير وإعادة تسمية الوزارات بدلًا من مواجهة أزمات الاقتصاد والرعاية الصحية".
خسائر بين الناخبين من أصل إسباني
أظهر تحليل موريس أن الناخبين الشباب من أصل إسباني كانوا من أكثر الفئات التي فقد ترامب دعمها، بسبب خيبة الأمل من سياسات الهجرة والتعريفات الجمركية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد المحلي وفرص العمل.
ويحذر محللون من أن فقدان هذه الكتلة التصويتية قد يُضعف فرص الحزب الجمهوري في الحفاظ على المكاسب التي حققها خلال انتخابات 2024.
رد البيت الأبيض
من جانبها، دافعت المتحدثة باسم البيت الأبيض أبيجيل جاكسون عن أداء ترامب، مشيرة إلى "إنجازاته في مجال أمن الحدود وتعزيز التصنيع الأمريكي"، مؤكدة أن "الرئيس يفي بوعوده ويسعى لجعل أمريكا عظيمة مجددًا
لكن هذه التصريحات لم تُقنع الناخبين الشباب الذين يشعرون بأن الواقع الاقتصادي لا يعكس تلك الوعود.
ويرى المراقبون أن هذا التراجع في التأييد بين جيل Z يُشكل جرس إنذار مبكر للحزب الجمهوري، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة. فهذه الفئة، التي تمثل أكثر من 20% من إجمالي الناخبين الأمريكيين، باتت تميل إلى الأفكار الاقتصادية والاجتماعية التقدمية وتُعطي الأولوية لقضايا مثل التعليم والعدالة المناخية وتكلفة المعيشة على حساب الصراعات السياسية التقليدية.
