الصين تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الـ11 على التوالي
واصل بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) شراء الذهب للشهر الحادي عشر على التوالي، في خطوة تعكس استمرار بكين في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى تنويع أصول الاحتياطيات وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية عالميًا.
الصين تواصل تعزيز احتياطياتها من الذهب للشهر الـ11 على التوالي
ووفقًا لـ بلومبرج، ارتفعت احتياطيات الصين من الذهب إلى 74.06 مليون أونصة بنهاية سبتمبر 2025، مقارنة بـ 74.02 مليون أونصة في نهاية أغسطس الماضي، حيث بلغت القيمة الإجمالية لهذه الاحتياطيات 283.29 مليار دولار، مقابل 253.84 مليار دولار في الشهر السابق، مما يعكس زيادة ملحوظة في القيمة رغم الارتفاع الطفيف في الكميات.
ويأتي هذا الاتجاه المتصاعد في المشتريات بعد أن استأنف البنك المركزي الصيني عمليات شراء الذهب في نوفمبر 2024، عقب توقف دام 6 أشهر، ضمن سياسة استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي وتنويع مصادر الاحتياطي، بعيدًا عن العملات الغربية، خصوصًا الدولار الأمريكي.
تعزيز الثقة في السوق وتضييق الفجوة السعرية
وفي هذا السياق، أوضح المحلل المستقل روس نورمان أن استمرار الصين في شراء الذهب "يعزز القناعة بأن بكين تمضي بثبات نحو تقليص اعتمادها على الدولار"، مشيرًا إلى أن "حتى المشتريات الصغيرة سيكون لها أثر نفسي إيجابي في السوق المحلية، وقد تسهم في تضييق الفجوة السعرية بين الذهب في سوق لوكو شنغهاي والأسواق العالمية".
وأضاف أن هذه الخطوة "تعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات في السوق الذهبية، وتدعم جاذبية الصناديق المتداولة المدعومة بالمعدن النفيس".
الذهب يستفيد من اضطرابات الأسواق
ويُعد الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وقد شهد مؤخرًا موجة طلب قوية نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وضعف أداء الدولار، وبلغ سعر الذهب الفوري هذا الأسبوع مستويات قياسية جديدة، متجاوزًا 3،900 دولار للأونصة.
وبحسب مجلس الذهب العالمي، أضافت البنوك المركزية حول العالم نحو 15 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها خلال أغسطس 2025، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو الابتعاد عن العملات الورقية.
كما أظهر مسح حديث أن أكثر من نصف البنوك المركزية تتوقع زيادة حصة الذهب في احتياطياتها خلال السنوات الخمس المقبلة، مقابل انخفاض متوقع في حصة الدولار.
ويؤكد محللون أن مشتريات الصين المنتظمة من الذهب تحمل رسالة اقتصادية واضحة، مفادها أن بكين تعمل على تأمين احتياطياتها في مواجهة تقلبات أسعار العملات العالمية، وتسعى إلى تعزيز مكانة اليوان كعملة احتياطية بديلة على المدى البعيد.
وتندرج هذه السياسة ضمن استراتيجية الصين للتحول نحو الأصول الحقيقية، وإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية بما يتماشى مع توجهاتها لتقوية موقعها في النظام المالي الدولي.
ومع استمرار الصين في شراء الذهب بشكل منتظم، يتوقع خبراء الأسواق أن يظل الذهب من أبرز أدوات التحوط الاستراتيجي للبنوك المركزية، وأن يواصل دعم أسعاره العالمية في المرحلة المقبلة.



