الجمعة 07 نوفمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الفن في زمن النار.. كيف أطلق طوفان الأقصى موجة جديدة من الإبداع المقاوم؟

القاهرة 24
فن
الثلاثاء 07/أكتوبر/2025 - 04:23 م

منذ اللحظة الأولى لانطلاق عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، لم تكن ردود الأفعال مقتصرة على السياسة والميدان، بل امتدت إلى الريشة والأغنية والمسرح والكاميرا، إذ تحول المشهد الفلسطيني إلى مصدر إلهام انفجاري لفن مقاوم، يعيد تشكيل الوعي الثقافي العربي، ويطلق ما يشبه الانتفاضة الفنية في مواجهة آلة الحرب والنسيان.

من اللحظات الأولى للعملية، انتشرت آلاف الرسومات الرقمية والبوسترات التضامنية على وسائل التواصل، فنانو فلسطين والعالم العربي أعادوا استخدام أدواتهم لتمجيد الصمود وتوثيق المعاناة، منها جداريات من قلب غزة، ولوحات مرسومة على أنقاض المنازل، أصبحت صورا رمزية انتشرت عالميا، لتحول المعاناة إلى لغة بصرية مفهومة عابرا للحدود.

الموسيقى... صوت الانتفاضة الجديد

وفي زمن طوفان الأقصى، ظهرت موجة موسيقية غاضبة وحزينة في آن واحد منها:

ـ الرابر الفلسطيني MC Gaza الذي أصدر أغنية يوم الطوفان التي تجاوزت 10 ملايين مشاهدة، وأصبحت نشيدا غير رسمي للمقاومة الرقمية.

كما شارك فنانون عرب مثل محمد عساف وأصالة وزياد الرحباني بأعمال تضامنية مستوحاة من المأساة، وحركوا مشاعر جمهور عربي بات يبحث عن الفن الحقيقي لا التجاري.

وبجانب هذا أعلنت المخرجة الفلسطينية مي المصري عن فيلم وثائقي جديد بعنوان غزة تحت السما، يوثق يوميات فنانين وسط الحرب.

كما بدأت مشاريع عربية توثيقية وسينمائية عديدة توثق تفاصيل المعركة من وجهة نظر إنسانية، بعيدا عن رواية الإعلام الغربي.

المعارض العالمية ترد بالفن

وفي أوروبا، ظهرت معارض تحت عناوين مثل النكبة الثانية وعيون غزة، قدمت فيها أعمال لفنانين فلسطينيين ناجين، وبعضهم رسم بلوحات مأخوذة من ذكريات القصف أو وجوه الشهداء.

الفن هنا ليس فقط تعبيرا، بل شهادة بصرية ضد الاحتلال، ومعارض مثل تلك في بروكسل وباريس ولندن أثبتت أن الرأي العام العالمي يمكن أن يصنع عبر الريشة مثلما يصنع عبر الخطاب السياسي.

في الضفة وغزة عاد المسرح بشكل لافت

عروض مثل أنقذوا الورد وحجر في صدري حملت رسائل رمزية عن الحصار والقهر، وعرضت حتى على أسطح المنازل، في ظل انعدام الإمكانيات.

كما شهدت مصر وتونس عروضا تضامنية حية من فنانين شباب، استخدموا فن الأداء لطرح أسئلة كبرى حول العدالة، والخوف، والانتماء.

لم يكن الفن حاضرا فورا بنفس قوة المعركة. تنبه الفنان والفرد الغفير لمدى الضربة أولا، وقت الصدمة؛ لم يجدوا الكلمات المناسبة، الألحان التي تحمل المأساة، أو الصوت القادر على التعبير دون أن يشعرك بأنك تتابع الأخبار. ثم بدأت المبادرات، الأغاني الرقمية، الأنشودة، حتى الإعلام الاجتماعي تغلب على الخوف، فكان الفن قادما بخطى مدروسة لكنه واثق.

تابع مواقعنا