أستاذ أوبئة يحذر من انتشار الملاريا وحمى الوادي المتصدع في مناطق طرح النيل بعد الفيضانات
حذر الدكتور عادل عبد العظيم، أستاذ الوبائيات بكلية الطب البيطري بجامعة الأزهر، من احتمالية ظهور بعض الأمراض الوبائية في المناطق التي تعرضت لارتفاع منسوب المياه أو الفيضانات مؤخرًا، خاصة في مناطق طرح النيل مثل بعض القرى التابعة لمركز أشمون وعدد من المحافظات الزراعية.
وأوضح عبد العظيم، لـ القاهرة 24، أن من أبرز الأمراض التي يُخشى ظهورها عقب الفيضانات هي الملاريا وحمى الوادي المتصدع، نظرًا لانتشار المياه الراكدة التي تمثل بيئة خصبة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض.
الأراضي الزراعية المغمورة بالمياه بيئة خصبة لنواقل الأمراض
وتابع أن المياه الراكدة الناتجة عن الفيضانات أو تجمعات مياه الري غير الجارية تعد أخطر بؤر لتكاثر الحشرات، لافتًا إلى أن الملاريا تنتقل عن طريق لدغات البعوض، بينما تُعد حمى الوادي المتصدع من الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان معًا، وتنتقل أيضًا عبر نفس الوسيلة، مشيرًا إلى أن هذه الأمراض عادة ما تنتشر في البيئات الزراعية الرطبة مثل حقول الأرز وقصب السكر.
وأشار أستاذ الوبائيات إلى أن المناطق التي شهدت ارتفاعًا في منسوب النيل خلال الأيام الماضية يجب أن تكون تحت مراقبة صحية دقيقة، إذ إن البرك والمستنقعات الناتجة عن الفيضانات قد تحمل خطر انتقال أمراض طفيلية أو بكتيرية، موضحًا أن هناك أيضًا احتمالية لظهور الديدان الكبدية والطفيليات في الحيوانات التي تشرب من هذه المياه.
وأكد عبد العظيم أن وزارة الصحة والسكان بالتنسيق مع وزارة الزراعة تتحملان المسؤولية عن عمليات الرش والمكافحة الحشرية في تلك المناطق، فضلًا عن سحب عينات من المياه لتحليلها والتأكد من خلوها من الملوثات أو الطفيليات.
فيضانات النيل قد تنقل الملاريا والحمى الفيروسية للحيوانات والإنسان
وأشار إلى ضرورة تجفيف الأراضي الزراعية التي غمرتها مياه الفيضانات قبل إعادة استخدامها في الزراعة، مع اتخاذ إجراءات تطهير وقائية لضمان سلامة العاملين والمزارعين من أي عدوى محتملة.
وشدد خبير الوبائيات على أهمية رفع مستوى الوعي لدى الأهالي في المناطق المتضررة، محذرًا من الاختلاط المباشر بالمياه الراكدة أو استخدامها في أغراض الغسيل أو التنظيف، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات قد تنقل أمراضًا جلدية أو بكتيرية للأفراد.
واختتم عبد العظيم تصريحاته بالتأكيد على أن الوقاية البيئية هي خط الدفاع الأول، داعيًا إلى توسيع أعمال الرصد والمكافحة الحشرية بشكل عاجل في محافظات الدلتا والمناطق التي شهدت تجمعات مائية كبيرة عقب الفيضانات الأخيرة.








