الأزمة إنسانية بحتة !!
شهد القرن العشرون واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية وهي المحرقة النازية التي مارسها أدولف هتلر ضد اليهود وغيرهم من الأقليات؛ فقد اعتمد النظام النازي على العنصرية التي ترى فئات معينة أدنى من غيرها مما أدى إلى سياسات تطهير عرقي وقتل جماعي راح ضحيته ملايين الأبرياء وسَبب عقدًا نفسية لأجيال وأجيال؛ فقد كانت تلك الجريمة مثالًا صارخًا على ما يمكن أن يحدث عندما يُبرَّر العنف باسم الأمن أو التفوق في القوة.
وفي القرن الحادي والعشرين، يواجه أشقائنا الفلسطنيون من سكان قطاع غزة ظروفًا إنسانية مأساوية نتيجة السياسات الإسرائيلية التي يقودها مجرم الحرب الأول بلا منازع بنيامين نتنياهو؛ فرغم اختلاف السياقات التاريخية والسياسية فإن هناك قواسم مشتركة في النهج القائم على العقاب الجماعي واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين، وفرض حصار طويل الأمد يهدد حياة الملايين من الأبرياء والعُزَّل؛ فقد أثارت هذه الممارسات جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية حول حدود الدفاع عن النفس ومدى التزام إسرائيل نتنياهو بالقانون الإنساني الدولي ومفهوم الانسانية عمومًا..
إن المقارنة بين الماضي والحاضر ليست في الأسباب أو الشعارات بل في النتائج المؤلمة؛ بشر يُحرمون من الأمان، وأطفال يخافون من الغد، وقلوب تنعدم فيها الرحمة والإنسانية؛ ويبقى الدرس الأكبر أن الرحمة لا دين لها، وأن العدل لا وطن له، فمهما تغيّرت الأسماء والوجوه يبقى الظلم واحدًا ويظل واجب البشر أن يقفوا في وجهه حمايةً لما تبقّى من ضوء في هذا العالم حفاظًا على الإنسانية بعيدًا عن قانون الغابة..


